«كوبرنيكوس»: أوروبا شهدت أشد حرارة وأسوأ فيضانات في 2024

«كوبرنيكوس»: أوروبا شهدت أشد حرارة وأسوأ فيضانات في 2024
أوروبا شهدت أشد حرارة وأسوأ فيضانات

سجلت أوروبا عام 2024 أعلى درجات حرارة على الإطلاق، في الوقت الذي كانت فيه القارة أيضًا تعاني من أسوأ فيضانات شهدتها منذ أكثر من عقد. 

وكانت هذه الظواهر المتطرفة، التي جمعت بين ارتفاع درجات الحرارة الشديد والأمطار الغزيرة، هي نتيجة مباشرة لتغير المناخ الذي يؤثر بشكل متزايد على دول القارة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.

وفي تقرير مشترك نشرته وكالة "كوبرنيكوس" الأوروبية واللجنة العالمية للأرصاد الجوية، تم الإشارة إلى أن ما يقرب من ثلث شبكة الأنهار في أوروبا تعرضت للغمر بالمياه. 

وأدت الفيضانات إلى مقتل أكثر من 300 شخص في الأسابيع القليلة الماضية وحدها، فيما تسببت في أضرار اقتصادية جسيمة قدرت بـ18 مليار يورو، وتعد هذه الفيضانات الأكبر في القارة منذ عام 2013.

تأثير تغير المناخ

حسب تقرير مركز كوبرنيكوس، شهدت مناطق في وسط أوروبا وشرقها نزوحًا كبيرًا للناس بسبب الفيضانات التي هددت بقاء العديد من المجتمعات. 

وفي بعض الحالات، أدت العواصف إلى هطول أمطار توازي في العادة معدل تساقط الأمطار في 3 أشهر خلال 5 أيام فقط، ما تسبب في فيضانات عارمة، فعلى سبيل المثال، في سبتمبر 2024، اجتاحت العاصفة "بوريس" مناطق كبيرة في وسط أوروبا، مخلفة ورائها دمارًا واسعًا.

ويُعتبر التناقض في التغيرات المناخية بين المناطق الغربية والشرقية في أوروبا ظاهرة بارزة، فبينما تعاني بعض المناطق الغربية من فيضانات غير مسبوقة، تجد المناطق الشرقية نفسها أكثر جفافًا وحرارة. 

وربط الخبراء هذه الظواهر بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، حيث تشهد العواصف والمطر زيادة في شدتها بسبب تأثيرات الاحتباس الحراري.

دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة

تزايدت تحذيرات الخبراء من أن أوروبا ستكون واحدة من المناطق الأكثر تضررًا من تغير المناخ، وأن المخاطر ستزداد في المستقبل إذا لم تتخذ إجراءات صارمة. 

ووفقًا لمديرة المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى، فلورنس رابييه، أصبحت أوروبا الآن "القارة الأكثر دفئًا"، مما يضاعف من حدة التغيرات المناخية التي تؤثر على الزراعة، والموارد المائية، والأنظمة البيئية.

وعلى الرغم من أن نصف المدن الأوروبية قد وضعت خططًا للتكيف مع الأحداث المناخية المتطرفة، مثل الفيضانات ودرجات الحرارة الشديدة، فإن هناك حاجة ماسة لزيادة الجهود من قبل الدول التي لا تزال متخلفة في هذا الصدد، خاصة في جنوب شرق أوروبا وجنوب القوقاز. 

تجنب المزيد من الأضرار

وأكد أندرو فيروني، منسق العلوم بالاتحاد الأوروبي في مكتب الأمم المتحدة لتغير المناخ، ضرورة التحرك العاجل لتجنب المزيد من الأضرار الخطيرة التي قد تحدث في المستقبل القريب.

وتستمر أوروبا في مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ، الذي لا يعترف بالحدود، وتتطلب هذه التحديات استجابة منسقة وشاملة من الحكومات، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص لضمان تعزيز قدرات المدن والمجتمعات على الصمود أمام الفيضانات والجفاف.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية