غوتيريش يطلق تقييماً استراتيجياً للأونروا وسط أزمات مالية وسياسية
غوتيريش يطلق تقييماً استراتيجياً للأونروا وسط أزمات مالية وسياسية
أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، الثلاثاء، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش كلّف البريطاني إيان مارتن بإجراء "تقييم استراتيجي" لعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بهدف دراسة تأثير الوكالة وتقييم تنفيذها لتفويضها في ظل التحديات السياسية والمالية والأمنية الراهنة.
وأوضح دوغاريك أن التقييم لا يسعى إلى إعادة النظر في تفويض الأونروا القائم منذ 1949، بل إلى استكشاف سبل تطوير أدائها في "بيئة فريدة"، خصوصاً في قطاع غزة، وشدد على أن الهدف هو تعزيز قدرة الوكالة على "خدمة المجتمعات التي تعتمد عليها بشكل أفضل"، مشيراً إلى أن التقييم جزء من مبادرة "الأمم المتحدة 80" التي أُطلقت في مارس الماضي لزيادة فعالية عمل المنظمة الأممية، وفق فرانس برس.
موعد إنهاء التقييم
تسلّم مارتن أيضاً مهمة تقديم خيارات عمل عملية أمام الدول الأعضاء والأمم المتحدة في موعد أقصاه منتصف يونيو المقبل، ويأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه الأمم المتحدة أزمة مالية متفاقمة، خاصة بعد خفض الولايات المتحدة مساهماتها المالية في العديد من برامج المساعدات الإنسانية حول العالم، ما أثّر بشكل كبير على ميزانية الأونروا.
ويتمتع إيان مارتن بخبرة طويلة مع الأمم المتحدة، وقد شارك في عدد من المراجعات الاستراتيجية، كان في آخرها رئيسًا للمراجعة الاستراتيجية المستقلة لبعثة الأمم المتحدة في الصومال، وقبل ذلك كان عضوًا في لجنة مستقلة رفيعة المستوى حول عمليات السلام.
وقد شغل مارتن منصب الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا وغير ذلك من المناصب في بعثات ميدانية منها تيمور- ليشتي ونيبال وإريتريا ورواندا وهايتي.
دعم اللاجئين الفلسطينيين
تأسست وكالة الأونروا عام 1949 لتقديم المساعدة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في أعقاب النزاع العربي-الإسرائيلي الأول. وعلى مدى أكثر من سبعة عقود، واصلت الوكالة تقديم خدماتها في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، في غياب أي حل سياسي دائم لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
شهدت العلاقة بين إسرائيل والأونروا توتراً شديداً منذ أواخر يناير الماضي، بعد أن اتّهمت تل أبيب 19 موظفاً من أصل نحو 13 ألفاً في قطاع غزة بالتورط في هجمات السابع من أكتوبر 2023، والتي شنّتها حركة حماس على جنوب إسرائيل، وقطعت الحكومة الإسرائيلية جميع أشكال التعاون مع الوكالة، متهمةً إياها بأنها تشكل "غطاءً لحماس"، في حين تواصل الأمم المتحدة ودول أخرى اعتبار الأونروا ركيزة أساسية في إيصال المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل الحرب المدمّرة الجارية في غزة.
تواجه الأونروا منذ سنوات تحديات متراكمة تتعلق بتمويلها، زادت حدّتها بعد قرارات أمريكية بخفض أو تعليق الدعم المالي، وقد شكّل ذلك ضغطاً كبيراً على الوكالة التي تعتمد بشكل رئيس على التبرعات الطوعية لتسيير خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية لنحو 5.9 مليون لاجئ فلسطيني مسجل، ويُنظر إلى هذا التقييم كخطوة حاسمة في رسم مستقبل الوكالة في ظل أزمات متعددة الأبعاد.