رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يدعو لعصيان مدني وإسقاط حكومة نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يدعو لعصيان مدني وإسقاط حكومة نتنياهو
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، مساء السبت، إلى الدخول في عصيان مدني واسع النطاق بهدف إسقاط حكومة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، وجاءت تصريحاته خلال مقابلة بثّتها القناة 13 الإسرائيلية، حيث أشار إلى أن الوقت قد حان لتحرك شعبي منظم ينهي ما وصفه بـ"حقبة الفشل السياسي والأمني" بقيادة نتنياهو.
صفقة الأسرى حتى لو أنهت الحرب
ولم تقتصر دعوة باراك على العصيان المدني فقط، بل شدد على ضرورة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس"، حتى لو كانت كلفتها إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، وقال إن إنقاذ حياة الأسرى الإسرائيليين يجب أن يكون أولوية تتقدم على أي أهداف عسكرية أخرى، محذرًا من أن استمرار العمليات البرية في غزة قد يعقّد فرص التوصل إلى صفقة إنسانية.
مظاهرات واسعة في تل أبيب
في السياق ذاته، شهدت مدينة تل أبيب مساء السبت مظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين، مطالبين بوقف فوري للحرب، وإبرام صفقة تبادل شاملة تُنهي معاناة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" بأن الاحتجاجات جاءت في أعقاب تلويح عائلات الأسرى بالعلم الأحمر، في إشارة إلى رفضهم القاطع لتوسيع العملية العسكرية في القطاع قبل إتمام صفقة تبادل، واعتبر المتظاهرون أن استمرار الحرب يهدد حياة أبنائهم، وأن الحكومة تُغلب أجندتها السياسية على الاعتبارات الإنسانية.
تصاعد الضغوط على حكومة نتنياهو
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو، سواء من شخصيات سياسية بارزة مثل إيهود باراك، أو من الشارع الإسرائيلي الغاضب الذي يرى أن استمرار الحرب يبعد فرص الحل ويفاقم أزمة الثقة بين الحكومة والمجتمع.
تعود أزمة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة إلى ما قبل اندلاع الحرب الأخيرة، حيث تحتجز المقاومة الفلسطينية عددًا من الجنود والمدنيين الإسرائيليين، بعضهم منذ حرب 2014، فيما أُسر آخرون خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، وتُعد قضيتهم من أكثر الملفات حساسية في المجتمع الإسرائيلي، إذ تمارس عائلاتهم ضغوطًا متزايدة على الحكومة لإبرام صفقة تبادل مع "حماس"، أسوة بصفقة "شاليط" في 2011.
ومع تصاعد الحرب في غزة، التي أسفرت عن دمار واسع وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، تزايدت مخاوف الإسرائيليين من أن تؤدي العمليات البرية إلى مقتل الأسرى أو تعقيد فرص استعادتهم، وتواجه حكومة نتنياهو انتقادات متزايدة من المعارضة والشارع، تتهمها بالتقاعس عن تقديم حلول واقعية للأزمة، في ظل تعثر المفاوضات غير المباشرة التي تجري بوساطات دولية وإقليمية إلى جانب الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع ارتفاع الضحايا المدنيين خاصة من النساء والأطفال.