"نوفوستي": جندي أوكراني منشق يكشف عن أزمة داخلية بسبب "التجنيد القسري"

"نوفوستي": جندي أوكراني منشق يكشف عن أزمة داخلية بسبب "التجنيد القسري"
جندي أوكراني على الحدود - أرشيف

تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لسياسة التعبئة العامة في أوكرانيا، بعد كشف جندي سابق عن تجنيد رجل يبلغ من العمر 53 عامًا رغم إصابته بنوبة قلبية في السابق، وامتلاكه إعفاءً مؤقتًا من الخدمة العسكرية، ما أثار موجة غضب في الأوساط الحقوقية والمعارضة. 

وتأتي هذه الانتقادات في وقت تواجه فيه كييف صعوبات متزايدة في سد العجز داخل صفوف قواتها المسلحة، بعد أكثر من 3 أعوام على اندلاع الحرب مع روسيا، وفق وكالة "نوفوستي".

كشف الجندي السابق، المعروف بالاسم الحركي "هانتر"، والمقاتل حاليًا ضمن مفرزة "مكسيم كريفونوس" المعارضة، عن تفاصيل ما وصفه بـ"التعبئة القسرية"، موضحًا أن الرجل المصاب نُقل في ذات يوم استدعائه إلى مركز تدريب، ثم إلى وحدة قتالية دون مراعاة حالته الصحية. 

وأضاف "هانتر" أن هذه الحوادث لم تعد معزولة، بل تحوّلت إلى نمط متكرر في صفوف الجيش الأوكراني، حيث يتم تجنيد رجال تتجاوز أعمارهم الخمسين، بعضهم يعاني من أمراض مزمنة.

مجندون في سن متقدم

أشار "هانتر" إلى أن وحدته تضم ما بين 5 إلى 10 مقاتلين تجاوزوا سن الخمسين، بينهم رجل مسن يبلغ 58 عامًا جرى تجنيده مؤخرًا. 

وعدّ مثل هذه السياسات تدفع باتجاه "إضعاف الجبهة" بدلًا من تعزيزها، مشيرًا إلى أن الإصرار على تعبئة غير المؤهلين يعكس أزمة في بنية الجيش الأوكراني نفسه، وسط تصاعد الانشقاقات والرفض الشعبي للتجنيد الإجباري.

وذكرت مجلة "بوليتيكو" أن الانشقاقات داخل الجيش الأوكراني والصعوبات المتزايدة في استقطاب متطوعين تمثل مشكلة سياسية متفاقمة أمام السلطات في كييف. 

وتزداد هذه التحديات في ظل جهود أوكرانية متواصلة لإقناع الإدارة الأمريكية، خاصة في حال عودة دونالد ترامب إلى الحكم، بضرورة مواصلة تقديم الدعم العسكري والمالي. 

وتشير المجلة إلى أن هذا الواقع يُعقّد فرص استمرار الدعم الغربي إذا لم تتمكن الحكومة الأوكرانية من معالجة أزمات التجنيد المتصاعدة.

هروب من الخدمة

في سياق متصل، كشفت صحيفة "ميدي ليبر" عن فتح السلطات الأوكرانية تحقيقًا بحق عناصر من لواء "آنا كييفسكايا"، المدرب في فرنسا، بتهمة الهروب من الخدمة العسكرية. 

ووفقًا للتقرير، فرّ 1700 جندي من أصل 2300 تم تدريبهم، بعد فترة قصيرة من إرسالهم إلى جبهات القتال، ما كشف عن وجود حالة انهيار داخلي في صفوف القوات المقاتلة.

وتُظهر هذه التطورات أن سياسة التعبئة الحالية في أوكرانيا، التي تشمل تجنيد كبار السن وذوي الإعاقات الصحية، بدأت تؤدي إلى تصدعات في ثقة المجتمع بالحكومة، وتزيد من حدة الانتقادات المحلية والدولية. 

ومع تراجع الحماس الشعبي للانخراط في القتال، تواجه كييف تحديات وجودية في قدرتها على الاستمرار في حرب طويلة الأمد، سواء من الناحية البشرية أو السياسية، وسط مؤشرات على تصاعد الغضب داخل المجتمع الأوكراني، وازدياد عدد حالات الفرار والانشقاق.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية