أنقرة ودمشق وعمان تطالب إسرائيل بوقف "الاعتداءات" والانسحاب من أراضٍ سورية
أنقرة ودمشق وعمان تطالب إسرائيل بوقف "الاعتداءات" والانسحاب من أراضٍ سورية
دعت كل من تركيا وسوريا والأردن، إسرائيل إلى وقف ما وصفته بـ"الاعتداءات" المتكررة على الأراضي السورية، والانسحاب من مناطق إضافية توغّلت فيها منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية العام الماضي.
جاء ذلك خلال اجتماع ثلاثي عُقد في أنقرة يوم الاثنين، جمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بنظيريه السوري أسعد الشيباني، والأردني أيمن الصفدي، بهدف مناقشة التصعيد الإسرائيلي والتهديدات الإقليمية، إلى جانب تجديد الدعوات لرفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا وفق فرانس برس.
الأقليات
وأعربت أنقرة ودمشق وعمان عن قلقها من التهديدات الإسرائيلية المتكررة، خصوصاً تلك المرتبطة بالأقلية الدرزية، في أعقاب اشتباكات طائفية في مناطق ذات غالبية درزية، أودت بحياة أكثر من 120 شخصاً، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحفي مشترك: "إن التوسع الإسرائيلي يشكل تهديداً خطِراً لأمن واستقرار ومستقبل سوريا"، مضيفاً: "يجب دعم سوريا لمنع المنظمات الإرهابية من ترسيخ وجودها في هذه المنطقة، وهذا الأمر يجب أن ينتهي".
أما نظيره السوري أسعد الشيباني، فأكد أن "إسرائيل تواصل اعتداءاتها على أراضينا، ما تسبب في سقوط ضحايا"، وطالبها بـ"الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة جنوباً"، مشدداً على أن "وحدة الأراضي السورية لا تقبل المساومة".
وأضاف الشيباني أن "دمشق تعمل على تعزيز التعاون مع تركيا والأردن لمواجهة التهديدات العابرة للحدود، وقطع الطريق على أي ميليشيات مدعومة من الخارج".
من جهته، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن "محاولات إسرائيل للتدخل في الشؤون السورية وبث الفتنة والانقسام أمر مرفوض"، داعياً إلى "وقف الاعتداءات التي لا تجلب سوى الخراب والدمار"، على حد تعبيره.
توسع إسرائيلي
ومنذ الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر الماضي، كثفت إسرائيل من هجماتها الجوية داخل سوريا، بزعم منع وقوع ترسانة النظام السابق في أيدي السلطات الجديدة، التي تعدها "جهادية".
وبحسب مصادر ميدانية، توغّلت قوات الجيش الإسرائيلي في أجزاء من المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، وتقدمت في بعض الأحيان إلى مناطق أعمق جنوب سوريا، كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في ما وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه "رسالة واضحة" للنظام الجديد في سوريا.
ويأتي هذا التنسيق الثلاثي وسط استمرار التوتر في الجنوب السوري، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية في ظل غياب استقرار سياسي حاسم بعد سقوط النظام السابق، وكانت إسرائيل قد كثفت عملياتها العسكرية في سوريا خلال السنوات الماضية، مستهدفة مواقع عسكرية يُشتبه بوجود قوات موالية لإيران أو جماعات مسلحة تهدد أمنها، وفق التصريحات الإسرائيلية الرسمية.