ترامب وبن سلمان يوقعان صفقة تسليح تاريخية في الرياض
ترامب وبن سلمان يوقعان صفقة تسليح تاريخية في الرياض
وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، صفقة أسلحة ضخمة وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها "الأكبر في التاريخ"، وذلك خلال زيارة رسمية للرئيس الأمريكي إلى الرياض، في مستهل جولته الخليجية الأولى خلال فترته الرئاسية الثانية.
واستُقبل ترامب باستعراض رسمي كبير في قصر اليمامة الملكي، تخلله إطلاق 21 طلقة مدفعية، في وقت رافقت طائرات سعودية مقاتلة طائرته الرئاسية عند دخول الأجواء السعودية، وفق وكالة "فرانس برس".
رحّب ترامب أمام الثريات الفاخرة بقصر اليمامة بتعهد الأمير محمد بن سلمان بضخ 600 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، وطلب مازحاً أن يتم رفع المبلغ إلى تريليون دولار، قائلاً "لدينا اليوم أكبر رجال الأعمال في العالم، وسيغادرون حاملين شيكات كثيرة"، مقدّراً أن ذلك سيوفّر مليوني وظيفة في الولايات المتحدة.
وفيما لم تُكشف بعد تفاصيل "الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية" الموقعة، أعلن البيت الأبيض أن الصفقة الدفاعية وحدها تبلغ 142 مليار دولار لتزويد السعودية بأسلحة ومعدات عسكرية متطورة.
مذكرات تفاهم واسعة
شهدت الزيارة توقيع مذكرات تفاهم في قطاعات الدفاع والطاقة، إلى جانب إعلان شركة "داتا فولت" السعودية استثمار 20 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والطاقة داخل الولايات المتحدة، كما أعلنت السعودية إطلاق شركة "هيوماين" لتكون لاعباً محورياً في قطاع الذكاء الاصطناعي.
تشمل جولة ترامب التي تمتد حتى 16 مايو الجاري الإمارات وقطر بعد محطة الرياض، وهي ثاني زيارة خارجية له إلى السعودية، بعد أن اختارها أيضاً كوجهة أولى لولايته الرئاسية الأولى قبل 8 سنوات، حين شارك في رقصة السيف الشهيرة.
ويعكس اختياره الخليج مجدداً مدى أهمية المنطقة الجيوسياسية والاقتصادية لواشنطن، وسط تراجع وزن الحلفاء الغربيين في أجندته الخارجية.
تحركات دبلوماسية موازية
سبق الزيارة تحركات دبلوماسية قادها البيت الأبيض، بينها التوصل إلى هدنة في اليمن، إفراج حماس عن رهينة أمريكي-إسرائيلي، وجولة محادثات نووية جديدة مع إيران.
ومن المتوقع أن تكون إيران حاضرة في محادثاته، خاصة بعد تقدم جزئي في المفاوضات غير المباشرة معها في سلطنة عُمان قبل أيام.
سيلتقي ترامب قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، في وقت تسعى السعودية للحصول على مقاتلات F-35 ومنظومات دفاع جوي متطورة من واشنطن، على أن تُسلّم خلال فترة رئاسة ترامب الحالية.
وقال مسؤول سعودي إن المملكة "ستشترط تسليم الصواريخ الدفاعية خلال هذه الفترة".
إسرائيل خارج الأولويات
تراجع ملف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل في هذه الجولة، إذ تصر الرياض حالياً على ضرورة إقامة دولة فلسطينية أولاً، وبالمقابل، كان الحديث قائماً عن مبادرات في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي والدفاع.
وأثار إعلان ترامب نيته استخدام طائرة بوينغ فاخرة قدمتها قطر جدلاً سياسياً، وعلّق ترامب بأن الطائرة "هدية مؤقتة" واصفاً الصفقة بأنها "شفافة"، كما ألمح إلى تغيير محتمل في التسمية الرسمية الأمريكية لخليج العرب.
وتؤكد الجولة سعي ترامب لتعزيز التحالفات الاقتصادية والدبلوماسية مع القوى الخليجية، مع التركيز على العقود الضخمة ومجالات الذكاء الاصطناعي والدفاع، في سياق سياسة خارجية تفضّل الصفقات والعوائد المباشرة.