انقطاع الكهرباء عن مستشفى العودة يفاقم الكارثة الصحية في غزة
انقطاع الكهرباء عن مستشفى العودة يفاقم الكارثة الصحية في غزة
انقطع التيار الكهربائي، اليوم السبت، عن مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، نتيجة نفاد الوقود بشكل كامل، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من انهيار كامل للخدمات الصحية والمجتمعية في قطاع غزة المحاصر.
وأوضح المصدر أن الانقطاع جاء بعد استنزاف الكميات الاحتياطية المحدودة من الوقود، في ظل غياب أي إمدادات جديدة منذ شهور، ما يهدد بتوقف كلي للعمليات الطبية المنقذة للحياة.
حذّر المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية، الطبيب رأفت علي المجدلاوي، من أن الخدمات الصحية والاجتماعية التي تقدمها الجمعية مهددة بالتوقف التام خلال الأيام القليلة المقبلة، بسبب استمرار الحصار ونفاد الإمدادات الطبية والوقود.
وأوضح المجدلاوي، في بيان نُشر على الصفحة الرسمية للجمعية على موقع "فيسبوك"، أن جمعية العودة تواصل تقديم خدماتها منذ بداية العدوان الإسرائيلي، دون انقطاع، عبر مستشفيات العودة ومراكز الرعاية الصحية الأولية والحماية المجتمعية المنتشرة في جميع أنحاء القطاع.
نداء استغاثة للمجتمع الدولي
وأشار إلى أن مستشفى العودة في شمال غزة لم تصله أي كميات من السولار منذ 17 أبريل الماضي، في حين لم يتلقَّ مستشفى العودة وسط القطاع أي شحنة وقود منذ 17 فبراير الماضي، ما أدى إلى اتخاذ إجراءات تقشفية مؤلمة، أبرزها إيقاف 7 سيارات إسعاف من أصل 9، وتقليص ساعات العمل في المراكز الصحية والاجتماعية.
ودعا المجدلاوي جميع الأطراف ذات العلاقة، من منظمات دولية وهيئات إنسانية، إلى التدخل العاجل لتأمين الإمدادات الطبية والمحروقات، بما يضمن استمرار تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، ولا سيما في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها السكان داخل القطاع.
وأكدت جمعية العودة ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، الذي ينص على تحييد المرافق الصحية باعتبارها أعيانًا مدنية، مشددة على أن حرمان المستشفيات من الكهرباء والوقود يشكل انتهاكًا صارخًا للمعايير الإنسانية في النزاعات المسلحة.
استمرار القصف الإسرائيلي
تواصلت الهجمات الإسرائيلية، اليوم السبت، على مختلف مناطق قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، في ظل تصعيد واسع شمل قصفًا جويًا ومدفعيًا مباشرًا لخيام نازحين ومنازل سكنية.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، استشهد مواطنان وأُصيب أربعة آخرون في غارة شنّتها طائرات الاحتلال المسيّرة على محيط الجامعة الإسلامية في منطقة معن شرقي خان يونس.
كما استشهد المواطن رباح عبد المجيد العمور في قصف مماثل استهدف بلدة الفخاري شرق خان يونس، فيما أعلنت مصادر طبية استشهاد الطفل عطوة عبد الله العمور متأثرًا بجروح أصيب بها في قصف سابق استهدف مركبة في نفس البلدة.
قصف خيام النازحين
في تطور مأساوي آخر، أُصيب 5 مدنيين بجروح متفاوتة، بينهم طفلة وفتاة وامرأة حامل، نتيجة قصف استهدف خيمة نزوح تابعة لعائلة سلامة قرب أبراج طيبة غرب المدينة.
كما استُهدفت خيمة أخرى تؤوي نازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
واستهدف القصف كذلك منزلًا سكنيًا شرق جباليا شمال القطاع، ما تسبب في وقوع إصابات بين المدنيين، وسط أنباء عن وجود عدد من الأشخاص تحت الأنقاض، في وقت تواجه فيه فرق الإنقاذ صعوبات بالغة في الوصول إلى الموقع بسبب القصف المستمر ونقص المعدات.