ماكرون يطلق نداءً عالمياً من نيس: "المحيط يغلي وعلينا إنقاذه"
خلال مؤتمر الأمم المتحدة
أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، دعوة حازمة لحشد الجهود الدولية لحماية المحيطات، مؤكدًا أن معاهدة أعالي البحار سيتم تنفيذها "بشكل صحيح"، مع التزامات متزايدة من الدول بدعمها وتفعيلها.
وافتتح ماكرون الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، المنعقد في مدينة نيس الفرنسية، قائلاً: "إذا كانت الأرض ترتفع درجة حرارتها، فالمحيط يغلي"، مشددًا على أن "المناخ والتنوع البيولوجي ليسا مسألة رأي بل حقائق علمية مثبتة"، وفق “فرانس 24”.
وأضاف أن المعاهدة الدولية المعنية بحماية أعالي البحار ستدخل حيّز التنفيذ قريبًا، بعدما تلقّت دفعة قوية من التصديقات الرسمية، وقال: "50 دولة صدّقت على المعاهدة خلال الساعات الماضية، وهناك 15 دولة أخرى التزمت رسميًا بالانضمام".
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب نحو 100 وفد رسمي من مختلف دول العالم، من بينهم 50 رئيس دولة أو حكومة، فضلًا عن آلاف الخبراء والعلماء وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني.
تحديات تواجه المحيطات
ناقش المؤتمر التحديات الكبرى التي تواجه النظم البيئية البحرية، ومنها تغير المناخ، والتلوث، وارتفاع منسوب المياه، والصيد الجائر وغير المشروع، إلى جانب ضعف الحوكمة الدولية للمحيطات في ظل تزايد الطلب على الموارد البحرية.
وأكد المشاركون أن المحيطات تغطي أكثر من 70% من سطح الأرض، وتُمثّل 97% من موارد المياه، وتُعد عاملًا أساسيًا في الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية، فضلًا عن كونها شريانًا رئيسيًا للتجارة والتبادل الاقتصادي العالمي.
حماية واستدامة وتمويل
يتركّز المؤتمر حول ثلاث أولويات رئيسية تتمثل في تحفيز التعاون متعدد الأطراف لرفع سقف الطموحات الدولية بشأن حماية المحيطات، وكذلك حشد التمويل اللازم لتحقيق الاستخدام المستدام للموارد البحرية وتنمية الاقتصاد الأزرق، إضافة إلى تعزيز المعارف العلمية المتعلقة بعلوم البحار لدعم اتخاذ قرارات سياسية مستنيرة وفعّالة
وأكدت الحكومة الفرنسية، من خلال استضافتها للمؤتمر، التزامها الراسخ بوضع المحيطات في صلب سياساتها البيئية والدبلوماسية والاقتصادية، مؤكدة -منذ عام 2017- أن المحيط "ركيزة استراتيجية للدولة الفرنسية".
وقال منظمو المؤتمر إن الدورة الحالية ستُسهم في ترجمة الالتزامات السياسية إلى تحركات عملية ملموسة من خلال إطلاق شراكات جديدة، وتعزيز التعاون الدولي، وتقديم حلول دائمة للتحديات المتصاعدة.
وتستمر أعمال المؤتمر حتى 13 يونيو، في دورة توصف بأنها "حاسمة" لتسريع العمل الجماعي من أجل الحفاظ على المحيطات وتفعيل الهدف الـ14 من أهداف التنمية المستدامة.