الولايات المتحدة ترحّل قرابة 4 آلاف مهاجر إكوادوري منذ مطلع 2025
الولايات المتحدة ترحّل قرابة 4 آلاف مهاجر إكوادوري منذ مطلع 2025
أعلنت وزارة الخارجية الإكوادورية أن الولايات المتحدة رحّلت 3,977 مهاجراً إكوادورياً غير شرعي في النصف الأول من العام الجاري، في إطار سياسة متشددة تنتهجها إدارة الهجرة الأميركية ضد الوافدين غير النظاميين، لا سيما القادمين من أمريكا اللاتينية.
ومن بين المرحّلين 38 شخصاً وصلوا، الاثنين، إلى مدينة غواياكيل الساحلية الواقعة في جنوب غرب الإكوادور على متن طائرة عسكرية أمريكية، في تطور يعكس تصعيداً في آلية الترحيل، حيث بدأت الولايات المتحدة باستخدام هذه الطائرات بدءاً من 28 يناير 2025، بحسب ما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية، اليوم الخميس.
وأكدت السفارة الأمريكية في كيتو عملية الترحيل في منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي، مبررة ذلك بـ"تطبيق صارم لقوانين الهجرة".
وأشارت الوزارة إلى أن مجمل عدد المرحلين بين 1 يناير و30 يونيو بلغ 3939 شخصاً عبر 46 رحلة جوية، في حين لم يُحتسب ضمن هذه الحصيلة من تم ترحيلهم في اليومين الأخيرين من يونيو.
ترحيل ممنهج منذ 2019
وتُظهر بيانات رسمية أن الولايات المتحدة رحّلت منذ عام 2019 حتى منتصف 2025 نحو 51,107 مهاجراً إكوادورياً، عبر 451 رحلة جوية، في مؤشر على استمرار الضغوط الأمنية الأمريكية لكبح الهجرة من أميركا اللاتينية، خاصة بعد ارتفاع أعداد المهاجرين العابرين للمكسيك باتجاه الحدود الأمريكية الجنوبية.
وتستمر عمليات الترحيل بوتيرة متزايدة، خاصة في ظل إجراءات مشددة من قبل سلطات الهجرة الأمريكية، التي لم تعد تكتفي بإعادة المرحلين جواً على متن الرحلات التجارية، بل باتت تستخدم الرحلات العسكرية لتسريع وتيرة الإعادة الجماعية.
وفي مواجهة هذه الموجة من الترحيلات، أعلنت الحكومة الإكوادورية عن برنامج دعم اجتماعي مؤقت لمساعدة العائدين على إعادة الاندماج في مجتمعاتهم، حيث تمنح كل مرحَّل مبلغاً شهرياً قدره 470 دولاراً أمريكياً (الحد الأدنى للأجور في البلاد)، ولمدة أقصاها ثلاثة أشهر فقط.
وتشمل برامج الدعم الأخرى تدريباً مهنياً وفرصاً تعليمية ومنح دراسية، وذلك في محاولة لتخفيف الأثر النفسي والاجتماعي والاقتصادي لعملية الترحيل القسري، خصوصًا لمن قضوا سنوات في الولايات المتحدة أو أنفقوا كل مدخراتهم في رحلة الهجرة.
لكن منظمات مدنية ونشطاء انتقدوا هذه البرامج، واصفين إياها بـ"غير الكافية"، خاصة أنها لا تعالج الأسباب الهيكلية التي تدفع آلاف الإكوادوريين سنويًا إلى خوض رحلات خطرة عبر أمريكا الوسطى للوصول إلى الأراضي الأميركية.
هجرة غير مسبوقة
تأتي هذه التطورات في ظل ارتفاع قياسي في معدلات الهجرة من الإكوادور، مدفوعًا بالأزمة الاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة، وتفاقم العنف المرتبط بالجريمة المنظمة، خصوصًا في المدن الساحلية مثل غواياكيل.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن نحو 80 ألف إكوادوري حاولوا دخول الولايات المتحدة بطرق غير نظامية عام 2024، معظمهم عبر الحدود المكسيكية.
وفي ضوء هذا السياق، يتوقع مراقبون استمرار وتيرة الترحيلات، وسط دعوات متزايدة من منظمات حقوقية للإدارة الأمريكية بمراجعة سياساتها تجاه طالبي اللجوء من دول أمريكا اللاتينية، خصوصاً في ضوء الظروف الأمنية والاقتصادية المتدهورة في بلدانهم الأصلية.