الصين تحقق في احتجاز أوكرانيا أباً وابنه بتهم تتعلق بالتجسس
الصين تحقق في احتجاز أوكرانيا أباً وابنه بتهم تتعلق بالتجسس
أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، أنها تتابع عن كثب قضية مواطنَين صينيين -أب وابنه- تحتجزهما السلطات الأوكرانية بتهمة محاولة التورط في أنشطة تجسس تهدف إلى تهريب معلومات سرية حول منظومة صواريخ بحرية أوكرانية متطورة.
وأكدت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، أن الصين "تتحقق من التفاصيل المتعلقة بالحادثة"، مشددة على أنه "في حال تأكد أن المعنيَّين مواطنان صينيان، فإن بكين ستقوم بحماية حقوقهما ومصالحهما المشروعة بموجب القانون"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وكشف جهاز الأمن الأوكراني، الأربعاء، أن الموقوفين هما رجل صيني يبلغ من العمر 24 عامًا، درس سابقًا في جامعة تقنية في كييف، ووالده الذي قدم مؤخرًا من الصين لتنسيق ما وصفته السلطات بـ"نشاطات تجسس منسقة".
وأوضح الجهاز أن الرجلين حاولا نقل وثائق سرية للغاية تتعلق بمنظومة الصواريخ البحرية الأوكرانية Neptune RK-360MC، وهي النظام الذي لعب دورًا كبيرًا في الدفاع الساحلي الأوكراني منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.
وتتهم كييف الأب والابن بمحاولة تسليم هذه الوثائق إلى جهات رسمية أو أمنية صينية، ما يُعد، وفق القوانين الأوكرانية، انتهاكًا خطيرًا للأمن القومي.
توتر بين كييف وبكين
فاقمت هذه الحادثة التوتر القائم أصلاً بين أوكرانيا والصين، خاصة في ظل اتهامات غربية وأوكرانية لبكين بلعب دور غير مباشر في دعم روسيا خلال الحرب.
وتقول كييف إن الصين زودت موسكو بتكنولوجيا مستخدمة في الطائرات المسيرة والأسلحة المتقدمة، وساهمت في كسر العقوبات الغربية من خلال شراكات اقتصادية مع الكرملين.
وكانت أوكرانيا قد اتهمت الجيش الروسي مؤخرًا بتجنيد عشرات المواطنين الصينيين للمشاركة في العمليات العسكرية، وهي تهمة لم تعلق عليها بكين بشكل مباشر حتى الآن.
شراكة بين موسكو وبكين
تأتي هذه التطورات في ظل الشراكة الوثيقة التي أعلنتها روسيا والصين في مطلع 2022، قبيل غزو أوكرانيا، تحت شعار "شراكة بلا حدود"، وهي شراكة تشمل مجالات سياسية وعسكرية وتكنولوجية، وتُقلق الغرب الذي يرى فيها تحالفًا استراتيجيًا يسعى لتقويض النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة.
وعززت الصين وروسيا في الأشهر الماضية تعاونهما العسكري والتجاري، وشاركتا في مناورات بحرية مشتركة، كما واصلت بكين شراء الطاقة الروسية بكميات قياسية.
ولم تُصدر كييف أو شركاؤها في الغرب بعد أي بيان رسمي بشأن إمكانية ترحيل الموقوفَين أو تقديمهما للمحاكمة، إلا أن القضية تثير قلقًا داخل أروقة الأمن الأوكراني والغربي بشأن محاولات متصاعدة للتجسس على التقنيات الدفاعية المتطورة التي طورتها أوكرانيا بدعم غربي خلال الحرب.
وفي حال تأكدت الاتهامات، من المتوقع أن تؤدي القضية إلى مزيد من البرود في العلاقات الصينية الأوكرانية، وربما إلى تشديد أمني على الطلاب الصينيين والمؤسسات ذات الصلة ببكين في أوكرانيا ودول شرق أوروبا.