في ظلال الحرب.. الكوليرا والحصبة تجتاحان اليمن وسط أنظمة صحية منهارة

في ظلال الحرب.. الكوليرا والحصبة تجتاحان اليمن وسط أنظمة صحية منهارة
مستشفى يمني- أرشيف

يشهد اليمن، الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ سنوات، بروز خطر صحي جديد يتمثل في تفشي الأمراض المعدية، وعلى رأسها الكوليرا والحصبة والحميات، وفي ظل انهيار النظام الصحي الذي تسبّب فيه النزاع المستمر وسنوات من الحصار الاقتصادي وانعدام البنية التحتية، أصبحت هذه الأمراض تهدد أرواح الملايين. 

في مدينة تعز وحدها، سُجل أكثر من 600 حالة اشتباه خلال 11 يومًا فقط ما بين 5 و16 يوليو الجاري، ما يسلط الضوء على هشاشة الوضع الصحي في مناطق النزاع والضعف المستمر في الاستجابة العاجلة، بحسب ما ذكر مكتب الصحة في تعز، اليوم الخميس.

وأفادت معطيات رسمية من مكتب الصحة في تعز، بأن إجمالي حالات الاشتباه منذ بداية العام وحتى منتصف يوليو بلغ 5,412 حالة، بزيادة 616 حالة جديدة خلال الأيام الأحد عشر الأخيرة فقط، مقارنة بـ4,796 حالة في 5 يوليو.

كانت الإسهالات المائية الحادة والكوليرا وراء أعلى معدلات الإصابات؛ فقد ارتفع الاشتباه من 1,600 إلى 2,025 حالة، مع تأكيد مخبري على إصابة 174 حالة، وتصاعد عدد حالات الحميات (حمى الضنك، المكرفس، وحمى وادي النيل) من 1,950 إلى 2,067 حالة، بينما بلغت حالات الاشتباه بفيروس الحصبة 1,320 حالة.

ورغم هذا الانتشار، لم تسجل المحافظة أي وفاة جديدة في الأيام الأخيرة، بينما بلغ مجموع الوفيات منذ بداية العام 12 حالة، توزعت بين 6 حالات حصبة، و5 كوليرا، وحالة حميات واحدة.

انهيار النظام الصحي 

منذ بدء النزاع في 2014، تراجعت قدرة النظام الصحي على الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية. إذ يعاني اليمن من توقف أو ضعف عمل 46% من المرافق الصحية، بسبب نقص في الكوادر، الدواء، الكهرباء، والصيانة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ويعاني اليمن من استهداف متكرر للمستشفيات والكوادر الصحية، بما في ذلك أكثر من 120 حادثة هجوم طبي أُبلغ عنها بين 2015 و2018. 

هذا التردي البنيوي أدى إلى تزايد حالات مرضية لم تشهدها البلاد منذ عقود، وسط صعوبة الوصول إلى العلاج خاصة في المناطق المتضررة والمناطق الحدودية.

الجوع والنزوح وتوقف التلقيح

تشير التقارير الأممية إلى أن أكثر من 580,000 طفل في اليمن لم يتلقوا أي جرعة من لقاح الحصبة، في ظل ارتفاع الأطفال دون التلقيح الكامل إلى 27% من الفئة دون سن العام. 

ودعت منظمة الصحة العالمية بشكل عاجل لتكثيف حملات التطعيم، خصوصًا أن الحالات المسجلة من الحصبة وصلت إلى أكثر من 34,000 حالة في 2023، أسفرت عن 413 وفاة بينهم أطفال. 

ويُضاف إلى ذلك تفشي سوء التغذية الحاد لدى 540,000 طفل دون الخامسة، ونقص حاد في الغذاء أدى إلى 33% نسبة سوء تغذية مهددة لحياة الأطفال وتراجع القدرة المناعية لمواجهة الأمراض. 

ضغط دولي واستجابة أممية

تعمل منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع اليونيسف ووزارة الصحة اليمنية على دعم نظم مراقبة الأمراض وتطوير مختبرات للتشخيص، وتنفيذ حملات تطعيم مستهدفة لحمى الحصبة والحصبة الألمانية للأطفال دون سن الخامسة.

بالإضافة إلى تقديم خدمات المياه والصرف الصحي WASH للحماية من الأمراض الناقلة، وتقديم علاج لـ12.6 مليون يمني، وتركيز على التضمين الغذائي والعلاج الطبي. 

لكن تمويل المبادرات الإنسانية لا يتجاوز 16% من المطلوب، وأشار مسؤولون إلى خطر توقف دعم نحو 23 مركزًا صحيًا في مديرية مأرب قبل موسم الفيضانات، ما قد يعرض ملايين للمرض والموت.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية