فرنسا أغلقت الباب في وجهها.. حلم طالبة من غزة يتبدد بسبب تغريدات قديمة

فرنسا أغلقت الباب في وجهها.. حلم طالبة من غزة يتبدد بسبب تغريدات قديمة
مظاهرات في فرنسا رافضة الحرب على غزة

لم تعلم نور عطا الله، الطالبة الفلسطينية القادمة من قطاع غزة، أن تغريداتٍ قديمة ستُسدل الستار على حلمها الذي حملته من بين ركام الحرب إلى مقاعد الدراسة في فرنسا، ففي لحظةٍ واحدة، تحوّل قبولها ضمن برنامج منح دراسية إنساني إلى قرار بالترحيل، ليجد قلبها المعلّق بالأمل نفسه عالقاً مجدداً على حدودٍ جديدة.

وصلت نور إلى فرنسا قبل أسابيع فقط، حاملةً حقيبة صغيرة مملوءة بكتبٍ وأمنيات، لتبدأ فصلًا جديدًا من حياتها بعيدًا عن صوت القصف والحرب في قطاع غزة، كانت تستعد لدراسة العلوم السياسية في مدينة ليل بشمال البلاد، ضمن برنامج فرنسي خُصص للطلاب الفلسطينيين الفارين من ويلات الحرب.

لكن منشورات قديمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وُصِفت بأنها معادية للسامية، أطاحت بكل شيء، حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن وزير أوروبا والشؤون الخارجية، جان نويل بارو، عد التعليقات التي نُسبت إليها غير مقبولة وخطِرة، وأكدت الوزارة أن نور "لم يعد لها مكان هنا".

غادرت نور فرنسا، الأحد، متوجهة إلى قطر، لتكمل دراستها هناك، في حين تركت خلفها مقعدًا خاليًا في قاعة محاضراتٍ كانت تحلم بها كثيرًا.

تحقيقات وقرارات صارمة

لم تتوقف القصة عند الترحيل، فقد فتحت السلطات الفرنسية تحقيقًا قضائيًا ضد الطالبة بتهمة تمجيد الإرهاب، إلى جانب تحقيق إداري لكشف كيف وصلت إلى البلاد دون أن تُرصد منشوراتها المثيرة للجدل مسبقًا.

وفي خضمّ العاصفة السياسية والإعلامية التي أثارتها القضية، أعلن الوزير بارو تجميد برامج إجلاء طلاب غزة بالكامل حتى إشعار آخر، مؤكدًا أن جميع ملفات المستفيدين من هذه البرامج ستُراجع من جديد.

ونفى محامي نور عطا الله، أسامة دحمان كل الاتهامات الموجهة إليها، موضّحاً أن ما جرى استند إلى تغريدات أعادت نشرها دون سياق واضح، مؤكدًا أنها اختارت الرحيل حفاظًا على سلامتها، وللتهدئة.

وفي بيان مقتضب، شكر بارو السلطات القطرية على ما وصفه بالتعاون الحاسم، أما نور، فلم يصدر عنها أي تصريح علني منذ مغادرتها، سوى صمتٍ يشي بخيبة ثقيلة.

وأُطلِق برنامج المنح الفرنسية المخصص للطلاب الفلسطينيين قبل عام، باعتباره نافذة إنسانية صغيرة لأولئك العالقين في غزة تحت نيران الحرب والحصار الإسرائيلي، ومع اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، استقبلت فرنسا مئات الفلسطينيين، بينهم طلاب ومرضى، جزءاً من التزامها بفتح أبواب الأمل أمام أكثر مناطق العالم بؤسًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية