جريمة هزت دمشق.. مقتل الفنانة السورية ديالا الوادي في منزلها يثير الجدل والمخاوف

جريمة هزت دمشق.. مقتل الفنانة السورية ديالا الوادي في منزلها يثير الجدل والمخاوف
الفنانة السورية ديالا الوادي

في مدينة اعتادت أن تكتب ملامحها على وقع الموسيقى والمسرح، استيقظ حي المالكي الدمشقي، صباح اليوم الاثنين، على خبر صادم: الفنانة السورية البريطانية ديالا صحلي الوادي وجدت مقتولة داخل شقتها، ضحية جريمة سرقة تحولت إلى مشهد من العنف المروّع.

ديالا، التي حملت إرثاً فنياً من والدها، المايسترو الراحل صلحي الوادي، مؤسس المعهد العالي للموسيقا والدراما، عاشت حياتها بين النوتة الموسيقية وخشبة المسرح، لكن صوتها هذه المرة انقطع فجأة، ليس على يد القدر، بل بفعل يد بشرية اختارت أن تُسكت النغمة إلى الأبد، بحسب ما ذكرت صحيفة "الوطن" السورية، اليوم الاثنين.

ولم تأتِ الجريمة في فراغ، فمع تصاعد التوترات في سوريا، بات الانفلات الأمني ملمحاً يومياً، يهدد حياة المدنيين والمثقفين على حد سواء.

ولم تعد عمليات القتل والسطو والسرقة حوادث معزولة، بل مؤشراً على تآكل الإحساس بالأمان، حتى في أكثر الأحياء هدوءاً.

وبحسب المصادر المحلية، اقتحم الجاني منزل ديالا عنوة، خنقها حتى الموت، ثم استولى على مبالغ مالية ومجوهرات، قبل أن يختفي في شوارع دمشق التي ما عادت تضمن الأمان لأحد.

مسيرة فنية لم تكتمل

ولدت ديالا في بيت يقدس الفن، نشأت بين أوتار الكمان ودفاتر النوتة، وتخرّجت عام 1986 من المعهد العالي للفنون المسرحية، ضمن دفعة ضمت أسماء بارزة مثل حاتم علي وغسان مسعود ودلع الرحبي.

عرفها الوسط الفني السوري بحسها المرهف ونشاطها في مجالي الموسيقى والمسرح، واحتفظت بروحها الهادئة بعيداً عن صخب الشهرة، مفضلة العمل بصمت على ضجيج الأضواء.

حزن للمشهد السوري

رحيل ديالا بهذه الطريقة الوحشية لم يفقد دمشق فنانة فقط، بل أفقدها رمزاً لمرحلة ثقافية شكلت جزءاً من هوية المدينة.

هي جريمة تضيف طبقة جديدة من الحزن على المشهد السوري، حيث لم يعد الموت محصوراً في ساحات المعارك، بل بات يزور البيوت، ويغتال الفن، ويترك وراءه صمتاً أثقل من الضجيج.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية