تصفيات انتقامية.. 5 هجمات خلال 24 ساعة تؤجج الانقسام الطائفي في سوريا
تصفيات انتقامية.. 5 هجمات خلال 24 ساعة تؤجج الانقسام الطائفي في سوريا
شهدت سوريا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، موجة جديدة من عمليات التصفية الانتقامية، نفذها مسلحون مجهولون في عدة محافظات، أسفرت عن مقتل وإصابة 6 أشخاص، بعضهم استُهدف بدوافع طائفية بحتة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له، اليوم الاثنين.
وتعكس هذه العمليات واقعاً أمنياً متفجراً يتجاوز الخلافات السياسية إلى ضرب النسيج الاجتماعي، في ظل غياب آليات محاسبة رادعة، ما يترك المدنيين في حالة مستمرة من الخوف وانعدام الأمان.
ووفق مصادر ميدانية وحقوقية، تفرقت الهجمات على أربع محافظات رئيسية، ففي حماة عمليتان خلفتا قتيلين وإصابة آخر، إحداهما بدافع طائفي، وفي إدلب عملية واحدة أودت بحياة شخص متهم بانتهاكات سابقة.
وفي حلب عملية واحدة استهدفت شاباً في سيارته أمام طفله، وفي حمص عملية واحدة قُتل فيها مواطن مدني على أساس طائفي، وفي حماة استهداف ممنهج للمدنيين والعلويين.
خطف وإعدام ميداني
وفي ريف حماة، خطف مسلحون مجهولون مواطناً من منزله قبل أن يعدموه بالرصاص، حيث عُثر على جثته في أراضي قمحانة. الضحية كان عنصراً سابقاً في قوات النظام، وكان ومتهماً بارتكاب تجاوزات بحق المدنيين.
وفي هجوم آخر على قرية كفر عقيد ذات الغالبية العلوية، أطلق مسلحان النار من دراجة نارية على مدنيين، ما أسفر عن مقتل رجل خمسيني وإصابة شاب بجروح خطيرة.
القرية التي تعاني من شبه تهجير وانعدام خدمات أساسية، باتت مسرحاً لاعتداءات متكررة تستهدف أبناءها رغم ابتعادهم عن الصراع.
وأشارت مصادر حقوقية إلى وجود عمليات تهجير قسري نفذتها أجهزة الأمن العام سابقاً في القرية زادت من هشاشة وضع السكان.
تصفية في وضح النهار
في مدينة إدلب، استُهدف رجل داخل محل لبيع الأسلحة برصاص مباشر، وهو متهم بارتكاب انتهاكات جسيمة خلال سنوات القتال في صفوف ميليشيات موالية لإيران و"حزب الله".
الضحية دخل إدلب مؤخراً بوساطات عائلية مقابل مبالغ مالية، وتم تشغيله في تجارة الأسلحة، قبل أن تطوله التصفية.
وفي مدينة حلب، قُتل شاب بتهمة "التشبيح" إثر استهدافه بالرصاص أثناء وجوده في سيارته برفقة طفله البالغ خمس سنوات، وذلك قرب جسر الشيخ سعيد حيث يتمركز حاجز أمني.
ونجا الطفل من الحادث، لكن المشهد ترك أثراً صادماً لدى الأهالي، مع تصاعد استهدافات مماثلة بحق أشخاص يُتهمون بولاءات سابقة.
استهداف يطول المدنيين
وفي ريف حمص الشمالي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل مدني يعمل في فرن القرية، بعدما أطلق مسلحون النار عليه من نافذة منزله في كفرنان.
وأكدت المصادر المحلية أن الضحية لم تكن له أي انتماءات أمنية أو عسكرية، ما جعل الحادثة دليلاً إضافياً على اتساع دائرة العنف الطائفي والانتقامي ضد المدنيين العلويين في المنطقة.
وأمام هذا التصعيد، دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيقات عاجلة وشفافة في جميع عمليات التصفية، ومحاسبة المتورطين، محذراً أن استمرار استهداف المدنيين بدوافع طائفية وانتقامية سيقود إلى تفكك مجتمعي خطير يصعب ترميمه في المستقبل.