"العفو الدولية" تتهم واشنطن باستهداف المهاجرين بالذكاء الاصطناعي
"العفو الدولية" تتهم واشنطن باستهداف المهاجرين بالذكاء الاصطناعي
اتهمت منظمة العفو الدولية، اليوم الخميس، السلطات الأمريكية بانتهاك حقوق الإنسان عبر استخدام تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة المهاجرين والطلاب الأجانب والمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وذلك في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة موجة متزايدة من الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكدت المديرة العامة للبحوث في منظمة العفو الدولية، إيريكا غيفارا-روساس، في بيان صادر عن المنظمة –بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية– أنّ من "المقلق للغاية لجوء الحكومة الأمريكية إلى هذه الأدوات الرقمية في إطار برامج ترحيل جماعي وقمع التعبير المؤيد لفلسطين".
وشددت غيفارا-روساس، على أنّ الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مثل هذه الملفات "يؤدي إلى انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان".
أدوات مراقبة متطورة
أوضحت العفو الدولية أن السلطات الأمريكية تعتمد على أدوات حاسوبية طورتها شركتا بالانتير Palantir وبايبل ستريت Babel Street، وهما شركتان متخصصتان في تحليل البيانات الضخمة لمصلحة قطاعات الدفاع والاستخبارات.
وأشارت المنظمة إلى أن برنامجي Babel X وImmigration OS يمكّنان من المراقبة الجماعية للأشخاص بشكل آني ودائم، بما يشمل تتبع اللاجئين وطالبي اللجوء والطلاب الدوليين على "نطاق غير مسبوق".
وذكرت المسؤولة الحقوقية أنّ هذه السياسات تترجم عملياً إلى "توقيفات غير قانونية وعمليات ترحيل جماعي"، الأمر الذي يزرع مناخاً من الخوف داخل الجامعات الأمريكية وبين الطلاب الأجانب.
وأكدت أنّ كثيراً من المهاجرين أصبحوا يخشون التعبير عن آرائهم أو حتى التفاعل مع محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي قد يُفسر على أنّه دعم لفلسطين أو انتقاد لسياسات الرئيس دونالد ترامب.
خلفية سياسية متوترة
واصل ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي حملة واسعة ضد الجامعات الأمريكية، متهماً إياها بالسماح بازدهار "حركات مؤيدة للفلسطينيين" داخل الحرم الجامعي، معتبراً ذلك شكلاً من "معاداة السامية".
وخفّضت إدارته منح البحوث المخصصة لعدد من المؤسسات التعليمية، كما أمرت بإيقاف متظاهرين مؤيدين لفلسطين وهددت بترحيلهم، بل وصلت إلى حد الدعوة لمنع الطلاب الأجانب من الالتحاق بجامعة هارفرد وتعليق مراجعة تأشيراتهم ريثما تُفحص حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعرب عدد من الطلاب الدوليين في تصريحات لوكالة "فرانس برس" عن قلقهم من المجيء إلى الولايات المتحدة في ظل هذه السياسات، مؤكدين أنّ مجرد التفاعل مع منشورات مؤيدة لفلسطين أو مناهضة لترامب قد يعرضهم لمساءلة أو تهديد بالترحيل، ما انعكس بشكل مباشر على صورة أمريكا كونها وجهة تعليمية جاذبة.
خطر الذكاء الاصطناعي
حذّرت منظمة العفو الدولية من أنّ استخدام أنظمة مثل Babel X يمكّن الحكومة الأمريكية من مسح مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن محتوى مرتبط بما تصفه بـ"الإرهاب".
غير أنّ المنظمة شددت على أنّ هذه الخوارزميات تنطوي على هامش خطأ كبير، وغالباً ما تكون متحيزة أو تمييزية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تشويه محتوى مؤيد للفلسطينيين واعتباره -بشكل خاطئ- دعاية معادية للسامية.