الذخائر غير المنفجرة.. قنابل مؤجلة تحصد أرواح الأطفال في سوريا

الذخائر غير المنفجرة.. قنابل مؤجلة تحصد أرواح الأطفال في سوريا
انفجار ذخائر في سوريا - أرشيف

تواصل مخلفات الحرب في سوريا حصد الأرواح، إذ قضى طفل في الثالثة عشرة من عمره وشقيقته البالغة خمسة عشر عاماً، الأحد، جراء انفجار لغم أرضي أثناء مشاركتهما في أحد المشاريع بمدينة الشيخ مسكين بريف درعا، وينحدر الطفلان من مدينة دير الزور في إقليم شمال وشرق سوريا.

وفي حادثة منفصلة بريف حماة وسط البلاد، أصيب ثلاثة أطفال بجروح متفاوتة بعد انفجار جسم حربي من مخلفات النزاع عندما كانوا يلعبون في أحد أحياء البلدة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأحد.

تهديد دائم للسكان

تشكل الأسلحة غير المنفجرة في سوريا تهديداً دائماً للسكان، خصوصاً الأطفال، حيث تنتشر في المنازل والأراضي الزراعية وعلى الطرقات، ما يؤدي إلى وفيات وإصابات شبه يومية. 

ولا تقتصر هذه المخاطر على الجانب الإنساني، بل تُعوّق عودة النازحين، وتعرقل الأنشطة الزراعية والتنقل، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.

حصيلة ثقيلة للضحايا

بحسب إحصاءات محلية موثقة، فقد 592 مدنياً حياتهم منذ اندلاع النزاع السوري نتيجة انفجارات ناجمة عن ذخائر غير منفجرة، من بينهم 163 طفلاً و40 امرأة، فيما أصيب 635 آخرون بجروح متفاوتة، بينهم 23 طفلاً و17 امرأة.

وتؤكد هذه الحوادث المتكررة أن الحرب في سوريا لم تتوقف عند حدود المعارك المسلحة، بل خلفت إرثاً من القنابل المؤجلة التي تواصل تهديد المدنيين كل يوم، في ظل غياب برامج شاملة لتطهير المناطق الملوثة أو توعية السكان بكيفية التعامل مع هذه الأخطار.

الذخائر غير المنفجرة

لا تزال سوريا واحدة من أكثر الدول احتواءً على الذخائر غير المنفجرة، ومنذ ديسمبر 2024، قُتل أو جُرح أكثر من 600 شخص، ثلثهم من الأطفال، وأكثر من 900 ضحية منذ انهيار النظام القديم.

بالرغم من تغير النظام السياسي، فإن العودة الآمنة لا تزال تواجه عقبات كبيرة، إذ يعود فقط بعض النازحين -رغم تسجيل عودة نحو مليون شخص داخلياً وخارجياً منذ أواخر 2024- وسط غياب الخدمات والبنية التحتية.

وفق "الأجندة العالمية للأمن الغذائي" لعام 2025، يعاني 14.5 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، منهم 9.1 مليون في أزمة حادة و5.4 مليون معرضون لخطر المجاعة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية