وسط غضب شعبي.. ناشطات إيرانيات يواجهن مقصلة الإعدام

وسط غضب شعبي.. ناشطات إيرانيات يواجهن مقصلة الإعدام
الإعدام في إيران - أرشيف

تتصاعد في إيران موجة غضب شعبية ودولية على خلفية أحكام الإعدام الصادرة بحق ناشطات سياسيات، وسط انتقادات واسعة للجمهورية الإيرانية التي تحوّل القضاء إلى أداة بيد السلطة لتصفية المعارضين. 

ورغم أن الحق في الحياة يعد من أسمى حقوق الإنسان، تستمر السلطات الإيرانية في استخدام الإعدام سلاحاً لإسكات الأصوات الحرة، لتتحول النساء إلى الهدف الأبرز في سياق الانتفاضة الشعبية التي اندلعت بعد مقتل الشابة جينا أميني، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم السبت.

واعتمدت السلطات الإيرانية منذ عقود عقوبة الإعدام وسيلة لترهيب الشعب، مستهدفةً بشكل خاص المعارضين السياسيين، ومع اندلاع الانتفاضة الشعبية في 2022، اشتدت القبضة الأمنية ضد النساء، فتعرضن للأحكام القاسية من الحبس الانفرادي وصولاً إلى تأكيد أحكام الإعدام بحق ناشطات مثل شريفة محمدي وبخشان عزيزي، وهو ما أثار استياءً عارماً داخل إيران وخارجها.

نضالات النساء

استمرت النساء في إيران في خوض نضالات طويلة منذ وصول النظام الإسلامي إلى الحكم عام 1979، حيث أكدن أن تحرير المجتمع لا ينفصل عن تحرير المرأة. 

واستحضرت مهوش. ك، طالبة في جامعة طهران، ذكرياتها مع زميلاتها قبل الثورة، مؤكدة أن معظمهن تعرض للسجن أو القتل، ومنهن من اضطررن للهجرة. 

ورأت أن هذه النضالات الفردية والجماعية أسهمت في إضعاف أركان السلطة، كما حصل بعد احتجاجات 2022 التي شملت النساء على نطاق أوسع.

صرخة ضد الإعدامات

احتجّت النساء داخل إيران وخارجها ضد أحكام الإعدام، ورفعن شعار "لا للإعدام" ليكون جزءاً من حياتهن اليومية ونضالهن المستمر. 

وقالت شيدا. م، من عائلة أحد المعتقلين بانتفاضة 1980 في مهاباد، إن السلطات تحاول إسكات النساء لكنها فشلت في ذلك. 

وأكدت أن هذه الأحكام تكشف خوف النظام حتى من قوة النساء ورمزية شعرهن، مشددة على أن هذه الممارسات ليست سوى دليل على مأزق سياسي وأخلاقي يعيشه النظام الإيراني.

إصرار على النضال 

واصلت النساء نضالهن رغم الاعتقالات والتهديدات والأحكام القاسية، معتبرات أن مقاومتهن أصبحت جزءاً من حركة نسائية عالمية ضد القمع الأبوي. 

وقالت دلنيا. ع، طالبة قانون، إن الجيل الجديد استمد عزيمته من مناضلات مثل بخشان عزيزي، ووريشة مرادي، وشريفة مرادي، وزينب جلاليان. 

وأضافت أن هذا النضال تجاوز حدود إيران ليصبح تحالفاً نسائياً عابراً للجنسيات، داعماً للمعتقلات السياسيات ورافضاً للأحكام اللاإنسانية.

تحالف نسوي عالمي

أسهمت أحكام الإعدام بحق الناشطات في تعزيز التضامن الدولي، حيث خرجت أصوات نسائية من مختلف بلدان العالم تطالب بالعدالة، وبوقف القمع الممنهج ضد النساء في إيران. 

وأكدت ناشطات أن معركة الحرية والعدالة باتت مشتركة، وأن نضال الإيرانيات أصبح رمزاً للمقاومة النسوية العالمية ضد الاستبداد والأبوية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية