الموت جوعاً في غزة.. 422 ضحية بينهم 145 طفلاً مع استمرار الحصار الإسرائيلي

الموت جوعاً في غزة.. 422 ضحية بينهم 145 طفلاً مع استمرار الحصار الإسرائيلي
علامات سوء التغذية الحاد على أحد أطفال غزة

ارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة إلى 422 حالة وفاة، من بينهم 145 طفلًا، بحسب بيانات طبية رسمية، وسجّلت مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حالتي وفاة جديدتين، في وقت يستمر تدفق الأطفال والبالغين المصابين بسوء التغذية إلى المستشفيات التي تعاني بدورها من عجز شديد في الإمكانات.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الأحد، بأن 144 وفاة من أصل العدد الإجمالي سُجّلت منذ إعلان منظمة "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" بوقوع المجاعة في قطاع غزة.

وتشير التقديرات إلى أن 900 ألف طفل في القطاع يعانون الجوع، بينهم 70 ألفًا دخلوا بالفعل مرحلة سوء التغذية الحادة.

تحذيرات أممية متصاعدة

وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كانت قد أكدت أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعفت بين مارس ويونيو الماضيين، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ نحو عامين.

وشددت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مرارًا على أن القيود المفروضة على إدخال الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية جعلت الوضع يتدهور إلى مستويات كارثية تهدد حياة مئات الآلاف.

المنظمات الحقوقية الدولية وصفت ما يجري بأنه "تجويع متعمّد للسكان المدنيين"، وهو ما يضع السلطات الإسرائيلية تحت طائلة القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام التجويع سلاح حرب.

وتشير تقارير اليونيسف إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، إذ تؤدي المجاعة وسوء التغذية إلى إصابات مزمنة تؤثر في النمو العقلي والجسدي، فضلًا على زيادة خطر الوفاة المبكرة.

أبعاد إنسانية وقانونية

المجاعة في غزة ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة حصار طويل الأمد فرض قيودًا قاسية على دخول المواد الغذائية والدوائية، فمنذ أكتوبر 2023، ومع تصاعد العمليات العسكرية، أصبحت عمليات الإغاثة أكثر صعوبة، ما دفع منظمات مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية إلى التحذير من أن الوضع يرقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي.

الأرقام الأخيرة تمثل جرس إنذار متجدد للعالم، إذ تتحول غزة إلى بؤرة مجاعة غير مسبوقة في العصر الحديث، واستمرار ارتفاع عدد الوفيات، ولا سيما بين الأطفال، يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تحتاج إلى تدخل عاجل وفعّال يضمن وصول الغذاء والدواء إلى السكان، ووقف الحصار الذي يفتك بحياة المدنيين يومًا بعد يوم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية