اليوم الدولي للمسنين 2025.. تحولات ديموغرافية تضع كبار السن في صدارة العدالة الاجتماعية

يحتفل به 1 أكتوبر من كل عام

اليوم الدولي للمسنين 2025.. تحولات ديموغرافية تضع كبار السن في صدارة العدالة الاجتماعية
حماية حقوق كبار السن

 

في الأول من أكتوبر من كل عام، يحيي العالم "اليوم الدولي للمسنين"، وهو مناسبة اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 14 ديسمبر 1990 بموجب القرار 45/106.

يأتي هذا اليوم تتويجاً لمسار طويل من الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز حقوق كبار السن وضمان كرامتهم ورفاههم، وقد سبق هذا الإعلان خطة العمل الدولية لفيينا بشأن الشيخوخة التي اعتمدتها الجمعية العالمية للشيخوخة في عام 1982، كما عززته مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن عام 1991، ثم خطة مدريد الدولية للعمل بشأن الشيخوخة التي أُقرت عام 2002 لتشكل إطارًا عالميًا شاملاً لمواجهة تحديات الشيخوخة السكانية.

موضوع عام 2025

يأتي شعار هذا العام تحت عنوان: "كبار السن يقودون العمل المحلي والعالمي: تطلّعاتُنا، رفاهُنا، وحقوقُنا"، ويؤكد هذا الشعار على الدور المحوري والتحويلي الذي يضطلع به كبار السن في مجتمعاتهم، ليس فقط كونهم مستفيدين من الخدمات والرعاية، بل كونهم قادة ومحرّكين للتغيير والتنمية، ويسلط الضوء على مساهماتهم في مجالات الصحة، والرفاه المالي، وصمود المجتمعات، والدفاع عن حقوق الإنسان.

السياق الدولي

في أبريل 2025، اتخذ مجلس حقوق الإنسان خطوة تاريخية باعتماده القرار 58/13، الذي أيدته 81 دولة عضو، لإنشاء فريق عمل مفتوح العضوية يُعنى بإعداد صك قانوني دولي ملزم لتعزيز حماية حقوق كبار السن، هذه الخطوة تعكس إدراكًا متزايدًا للحاجة إلى سدّ الفجوة القانونية القائمة مقارنة بفئات أخرى مثل الأطفال أو الأشخاص ذوي الإعاقة، وتُترجم شعار هذا العام عمليًا بجعل كبار السن فاعلين في مسار حقوق الإنسان.

التحولات الديموغرافية

تضاعف عدد المسنين (65 سنة فأكثر) من نحو 260 مليون نسمة عام 1980 إلى 761 مليون نسمة في عام 2021، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة العالمية للمسنين من أقل من 10% عام 2021 إلى نحو 17% بحلول عام 2050.

كما تشير التوقعات إلى أن عدد من تجاوزوا الـ60 عامًا سيرتفع من مليار نسمة في عام 2020 إلى 1.4 مليار نسمة بحلول عام 2030، ليصل إلى 2.1 مليار نسمة في منتصف القرن. أما من بلغوا 80 عامًا فأكثر، فعددهم سيتضاعف ثلاث مرات بين 2020 و2050 ليصل إلى 426 مليون نسمة.

هذه التحولات تجري بوتيرة متسارعة خصوصًا في البلدان النامية، حيث يشكّل كبار السن نسبة متنامية من السكان في ظل تحديات صحية واجتماعية واقتصادية معقدة.

الفعاليات الدولية لعام 2025

فعالية نيويورك: ستُقام، اليوم الأربعاء، من الساعة 10:00 إلى 13:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة في قاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي بمقر الأمم المتحدة، وتنظمها لجنة المنظمات غير الحكومية المعنية بالشيخوخة وقسم شؤون التنمية الاجتماعية، برعاية البعثة الدائمة للأرجنتين، وتتضمن كلمات افتتاحية وحلقة نقاش تفاعلية حول ريادة كبار السن في المبادرات المحلية والعالمية.

فعالية فيينا: عُقدت بتاريخ 26 سبتمبر 2025 في المركز الدولي في فيينا، حيث ركّزت على "إبراز دور الدماغ في الشيخوخة الصحية" ضمن عقد الأمم المتحدة للنهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة (2021-2030)، وقد ناقش خبراء عالميون التحديات والفرص لتعزيز الصحة وجودة الحياة لدى كبار السن.

الإطار الدولي لحماية حقوق كبار السن

تُعد خطة مدريد الدولية للعمل بشأن الشيخوخة (2002) والإعلان السياسي المرافق لها، ركيزتين أساسيتين في السياسات العالمية المتعلقة بالشيخوخة، وتؤكدان ضرورة تطوير مجتمعات لجميع الأعمار من خلال تعزيز التنمية، وضمان الصحة، وتوفير بيئات داعمة لكبار السن.

كما أن عقد الأمم المتحدة للنهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة (2021-2030) بقيادة منظمة الصحة العالمية، يسعى إلى تحسين حياة كبار السن عبر العمل الجماعي في أربعة مجالات: مكافحة التمييز ضد التقدم في السن، تنمية مجتمعات داعمة، تقديم رعاية متكاملة وخدمات صحية أولية، وتوفير رعاية طويلة الأمد عالية الجودة.

التحديات الصحية والاجتماعية

يرتبط التقدم في السن بمشكلات صحية شائعة مثل فقدان السمع، إعتام عدسة العين، التهاب المفاصل، السكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، إضافة إلى الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والخرف، كما يواجه كبار السن متلازمات خاصة مثل الوهن والسقوط وسلس البول، وتزداد هذه التحديات حدة في البيئات التي تفتقر إلى البنى التحتية والخدمات الصحية.

تؤثر البيئة الاجتماعية والمادية في نوعية حياة كبار السن بشكل مباشر، فالبيئات الداعمة –مثل المساكن الملائمة، وسائل النقل الآمنة، والمجتمعات المتضامنة– تساعدهم على الحفاظ على استقلاليتهم ومواصلة نشاطاتهم.

الحقائق والأرقام

بحلول عام 2020، تجاوز عدد من هم فوق 60 عامًا عدد الأطفال دون سن الخامسة.

من 2015 إلى 2050، ستزداد نسبة سكان العالم ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا من 12% إلى 22%.

في عام 2025، سيبلغ متوسط العمر المتوقع عالميًا 73.5 سنة، أي بزيادة قدرها 8.6 سنوات مقارنة بعام 1995.

بحلول عام 2080، سيتجاوز عدد من بلغوا 65 عامًا فأكثر عدد الأطفال دون 18 سنة.

النساء يشكّلن نحو 70% من ساعات الرعاية غير الرسمية، ما يجعلهن أكثر عرضة للفقر في سن الشيخوخة، خصوصًا في الدول النامية.

رسالة الأمين العام

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالته بهذه المناسبة، أن "كبار السن يشكلون مصدر قوة وخبرة للمجتمعات، وعلينا أن نصغي لأصواتهم، ونستجيب لتطلعاتهم، ونضمن حقوقهم"، مشددًا على أن العدالة بين الأجيال ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وعدم ترك أحد خلف الركب.

يذكّر اليوم الدولي للمسنين لعام 2025 العالم بضرورة الانتقال من اعتبار الشيخوخة تحديًا إلى الاعتراف بها كفرصة. كبار السن ليسوا عبئًا على مجتمعاتهم، بل قادة للتغيير وأصحاب خبرة ورؤية، ومن خلال تمكينهم والاستماع إلى أصواتهم وضمان حقوقهم، يمكن بناء مجتمعات أكثر عدالة وشمولًا وصمودًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية