وسط تحذيرات حقوقية.. العنف ضد النساء بالسودان يثير قلقاً محلياً ودولياً

وسط تحذيرات حقوقية.. العنف ضد النساء بالسودان يثير قلقاً محلياً ودولياً
نازحون سودانيون - أرشيف

شهد السودان في الأشهر الأخيرة تصاعداً مقلقاً في جرائم العنف ضد النساء، وهو ما أثار موجة غضب عارمة ومطالبات ملحّة بتشريعات رادعة، ففي الثامن عشر من أغسطس الماضي، لقيت الطبيبة روعة علاء الدين مصرعها بعد أن تعرضت لـ16 طعنة على يد طليقها داخل مدينة مروي الطبية بالولاية الشمالية، في جريمة هزت الشارع السوداني وأعادت تسليط الضوء على ضعف منظومة الحماية القانونية للنساء. 

ولم تكن هذه الحادثة معزولة، إذ سبقتها بأسابيع قليلة جريمة أخرى صادمة، حيث أقدم رجل على قتل طليقته الطبيبة وشقيقتها مستخدماً آلة حادة، ما أدى أيضاً إلى إصابة والدة الضحيتين وشقيقتيهما بجروح خطيرة، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الخميس.

وأعربت أزهار إبراهيم، أخصائية علم النفس وعضوة جمعية تنظيم الأسرة، عن أسفها العميق لتزايد هذه الجرائم، مؤكدة أن العنف ضد المرأة لم يعد مجرد وقائع فردية بل بات ظاهرة مقلقة تستدعي تدخلاً عاجلاً. 

وربطت بين الضغوط النفسية التي خلّفتها النزاعات والأزمات الاقتصادية وبين تصاعد السلوكيات العنيفة، مشيرة إلى أن النزوح وفقدان الانسجام الاجتماعي أديا إلى تحولات نمطية داخل المجتمع انعكست على العلاقات الأسرية

ودعت إلى ترسيخ أسس الاحترام والتفاهم داخل الحياة الزوجية، معتبرة أن غياب هذه القيم يفتح الباب أمام العنف.

دوافع اجتماعية واقتصادية

وربطت بسمات شريف، رئيسة الاتحاد العام للمرأة السودانية بالولاية الشمالية، بين نجاح المرأة المهني واستقلالها المالي من جهة، وبين شعور بعض الرجال بالعجز من جهة أخرى، ما يخلق حالة من عدم التوازن داخل الأسرة. 

وأكدت أن غياب التقدير المتبادل يؤدي في بعض الحالات إلى اللجوء للعنف، لافتة إلى أن هذه الظاهرة تعكس تحديات أعمق في المجتمع تتعلق بعدم تقبّل نجاح المرأة. وطالبت بإجراء دراسات علمية متخصصة لفهم جذور هذه الجرائم والتعامل معها بجدية أكبر.

ورأت ملاذ صلاح الدين، وهي عاملة صحية في المشفى الذي شهد إحدى الجرائم، أن تكرار الاعتداءات يعكس ضعف الوعي المجتمعي بخطورة هذه الممارسات، مشددة على ضرورة البدء ببرامج توعية داخل الأسر قبل أن تتفاقم الأمور وتتحول إلى جرائم دامية. 

وأوضحت أن النزاعات الداخلية والضغوط الاجتماعية أسهمت في تعزيز سلطة الرجل مقابل تهميش المرأة، وهو ما يستدعي إعادة النظر في البنية الثقافية السائدة.

الحاجة إلى قوانين رادعة

وأكدت الصحفية آيات فضل، المتخصصة في قضايا القتل، أن هذه الجرائم لم تعد أحداثاً عشوائية بل ظاهرة تتغذى على ضعف التشريعات، مشيرة إلى أن الخلافات المتعلقة بحقوق الأطفال، كالنفقة والميراث، تزيد من حدتها. 

واعتبرت أن بعض الرجال ينظرون إلى الطلاق باعتباره إهانة شخصية، ما يدفعهم إلى ممارسة العنف والانتقام. 

وشددت على أن الحل يكمن في إصدار تشريعات صارمة، وتوفير حماية عاجلة للضحايا، إلى جانب تدخلات مجتمعية تهدف إلى تغيير الثقافة السائدة وضمان العدالة الأسرية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية