لليوم العاشر.. موجة احتجاجات شبابية في المدن المغربية تطالب بالإصلاح

لليوم العاشر.. موجة احتجاجات شبابية في المدن المغربية تطالب بالإصلاح
الاحتجاجات الشبابية في المغرب

تواصلت مساء الاثنين في الدار البيضاء ولليوم العاشر على التوالي التظاهرات الشبابية التي دعت إليها حركة "جيل زد 212"، في المغرب، للمطالبة باحترام الحقوق الأساسية في مجالي الصحة والتعليم، وللمناداة باستقالة الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش.

وشهدت مدن مغربية أخرى، منها الرباط وأكادير، احتجاجات مماثلة شارك فيها عشرات الشبان رغم تراجع الزخم النسبي للحراك الذي بدأ قبل نحو أسبوعين بحسب فرانس برس.

لافتات الغضب وصوت الشارع

في الساحة الرئيسية للعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، رفع متظاهرون لافتة كتب عليها بالإنجليزية أن رئيس الحكومة "مطلوب حيًّا فقط"، في إشارة رمزية إلى رفضهم لسياسات الحكومة الحالية في المغرب التي يتهمونها بالعجز عن تلبية احتياجات المواطنين.

يقول رضا، شاب في السابعة والعشرين من عمره شارك في التظاهرة، إن السنوات الأربع الأخيرة لم تشهد أي تحسن في أوضاع الشباب، بل ازداد القمع والفساد على حد تعبيره، وأضاف أن مشاهد المعاناة داخل المستشفيات العمومية كافية لدفع أي شاب إلى الشارع للمطالبة بحقوقه الأساسية في الرعاية الصحية والتعليم الجيد.

ولادة حركة جديدة

منذ السابع والعشرين من سبتمبر، تنظم حركة "جيل زد 212" تظاهرات ليلية سلمية في مختلف المدن المغربية. وتصف الحركة نفسها بأنها تجمع شبابي حر لا ينتمي لأي حزب سياسي، وتؤكد التزامها الكامل بالسلمية ورفضها لكل أشكال العنف أو التخريب.

تضم الحركة أكثر من مئة وخمسة وثمانين ألف عضو على منصة ديسكورد، حيث تنسق أنشطتها وتناقش أفكارها، في مشهد يعكس تنامي دور العالم الرقمي في الحركات الاجتماعية الجديدة بالمغرب.

بدأت شرارة هذا الحراك الشبابي منتصف سبتمبر عندما شهد مستشفى عمومي في أكادير وفاة ثماني نساء أثناء عمليات ولادة قيصرية، ما أثار موجة استياء شعبي واسع. ورغم دعوات الحركة إلى السلمية، شهدت بعض المدن أعمال عنف محدودة، وأسفرت إحدى الحوادث في قرية القليعة قرب أكادير عن مقتل ثلاثة أشخاص برصاص الدرك بعد محاولتهم اقتحام مركز للشرطة.

بين الشارع والحكومة

في بيان أصدرته ليلة الخميس_الجمعة، وجّهت الحركة نداءً إلى الملك محمد السادس طالبت فيه بإقالة الحكومة الحالية لفشلها في حماية الحقوق الدستورية للمغاربة، لكنها عادت لاحقًا لتؤكد أنها ستنشر صيغة رسمية نهائية لمطالبها بعد نقاش داخلي موسع.

من جهتها، أعلنت الحكومة استعدادها للحوار مع ممثلي الحركة، مؤكدة رغبتها في نقل النقاش من الفضاء الرقمي إلى المؤسسات الرسمية، في محاولة لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها.

تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الضغوط الاجتماعية في المغرب نتيجة التحديات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، فضلاً عن شكاوى الشباب من ضعف فرص العمل وتدهور الخدمات العامة.

وتعد حركة "جيل زد 212" أول تعبير منظم عن جيل جديد من النشطاء المغاربة الذين يستخدمون أدوات التواصل الرقمي للتعبئة والمطالبة بالإصلاحات، ويُنظر إلى هذا الحراك بوصفه اختبارًا حقيقيًا لعلاقة الحكومة المغربية بشبابها، ولقدرتها على إدارة الحوار حول مستقبل الخدمات العامة والعدالة الاجتماعية في البلاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية