مجزرة في دارفور.. مقتل 30 نازحاً إثر قصف بطائرة مسيّرة على الفاشر
مجزرة في دارفور.. مقتل 30 نازحاً إثر قصف بطائرة مسيّرة على الفاشر
قُتل ثلاثون شخصاً على الأقل صباح اليوم السبت، في هجوم بطائرة مسيّرة شنّته قوات الدعم السريع على مخيم للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفق ما أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي منظمة محلية تُعنى بتوثيق انتهاكات الحرب.
وأكدت في بيانها أن هذا الهجوم هو الثاني من نوعه في اليوم نفسه، مستهدفاً مركز إيواء بحي “درجة”، حيث ما زالت بعض الجثث عالقة داخل خنادق حفرتها العائلات للحماية، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقالت الوكالة الفرنسية، إن مدينة الفاشر تعيش منذ أسابيع تحت قصف متكرر وهجمات متصاعدة تشنّها قوات الدعم السريع، بعد أن خسر مقاتلوها مواقع رئيسية في وسط البلاد، منها الخرطوم، لصالح الجيش السوداني خلال النصف الأول من العام الجاري.
وفي الأسبوع الماضي وحده، قُتل أكثر من 50 شخصاً في هجمات نسبت إلى هذه القوات استهدفت مسجداً ومستشفى في الفاشر.
حماية المرافق الصحية
ندد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بالهجمات التي طالت المرافق الطبية في المدينة، مؤكداً أن المستشفى السعودي للولادة -وهو الوحيد الذي لا يزال يعمل- تعرض لثلاث هجمات منذ بداية أكتوبر.
وقال عبر منصة “إكس”: “ندعو إلى حماية المرافق الصحية فوراً، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لدعم المرضى والعاملين الصحيين الذين يفتقرون إلى الإمدادات الحيوية”.
وتُحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ مايو 2024، ما أدى إلى قطع الإمدادات الغذائية والطبية عن أكثر من 260 ألف شخص داخل المدينة.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن أكثر من مليون شخص في شمال دارفور يعانون المجاعة بسبب إغلاق الطرق ومنع المساعدات منذ أكثر من عام، في حين يعيش السكان على علف الحيوانات وسط انهيار شبه كامل للنظام الإنساني.
وبحسب تقارير المنظمة الدولية للهجرة، فرّ أكثر من مليون شخص من الفاشر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما يعادل 10 في المئة من إجمالي النازحين داخل السودان، وتراجع عدد سكان المدينة بنسبة 62 في المئة من أكثر من مليون نسمة إلى نحو 413 ألفاً فقط.
معارك للسيطرة على المدينة
تعد الفاشر آخر مدينة كبيرة في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش وحلفائه، وسط نزاع محتدم للسيطرة على المدينة بينه وبين قوات الدعم السريع التي تسعى منذ أغسطس الماضي لإحكام قبضتها عليها.
وتحذر منظمات إنسانية من احتمال وقوع مجازر جماعية في حال سيطرة الدعم السريع، خصوصاً ضد المجموعات غير العربية مثل قبيلة الزغاوة التي تشكل العمود الفقري للقوات المتحالفة مع الجيش.
وأظهرت صور أقمار صناعية حللها مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية أن قوات الدعم السريع أقامت سواتر تمتد 68 كيلومتراً حول المدينة، تاركة ممراً ضيقاً بطول أربعة كيلومترات فقط يخضع لابتزاز المسلحين مقابل العبور.
وأكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان دنيز براون أن المدنيين يتعرضون أثناء محاولتهم الفرار للقتل والخطف والعنف الجنسي.
على شفا كارثة
من جانبه، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الخميس الماضي من أن الفاشر "على شفا كارثة كبرى"، داعياً إلى إقامة ممرات آمنة للمدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً.
وقال: "بعد أكثر من 500 يوم من الحصار والقتال، فإن كل يوم تأخير يزيد معاناة السكان ويقربهم من المجاعة الشاملة".
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قُتل عشرات الآلاف ونزح الملايين داخل السودان وخارجه، في حين يعيش نحو 25 مليون شخص في مستويات خطيرة من الجوع الحاد، لتصبح -بحسب الأمم المتحدة- أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم اليوم.