احتفالات في غزة والضفة.. حشود فلسطينية تحتفي بالمفرج عنهم من السجون الإسرائيلية
احتفالات في غزة والضفة.. حشود فلسطينية تحتفي بالمفرج عنهم من السجون الإسرائيلية
استقبل آلاف الفلسطينيين، اليوم الاثنين، بحفاوة بالغة دفعات من المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، في مشهد غمرته الدموع والزغاريد وعبارات التكبير، بينما تعالت أصوات الحشود في رام الله وخان يونس بالهتاف ترحيباً بأبنائهم العائدين إلى أحضان عائلاتهم بعد سنوات من الاعتقال والمعاناة.
وأفادت وكالة فرانس برس بأن عدة حافلات وصلت إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تقل المعتقلين الذين أفرجت عنهم إسرائيل، ضمن صفقة تبادل شملت إطلاق سراح رهائن إسرائيليين كانت تحتجزهم حركة حماس.
كما وصلت حافلات أخرى إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة وسط أجواء غامرة بالفرح والانفعال.
مشاهد الفرح والدموع
واهتزت الساحات في كلتا المدينتين بالهتافات والدموع، إذ تجمع الآلاف من الأهالي والأقارب لاستقبال أبنائهم الذين غيّبتهم السجون لسنوات طويلة.
ورفع الحاضرون الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى، بينما ردد آخرون أناشيد وطنية تعبّر عن الصمود والأمل.
وبينما دوّى التكبير في أرجاء المكان، انهمرت دموع الأمهات والزوجات وهنّ يحتضنّ أبناءهن بعد انتظار مؤلم، فيما صدحت أصوات الأطفال الذين لم يعرفوا آباءهم إلا من وراء القضبان.
تفاصيل الصفقة
وجاء الإفراج عن هؤلاء المعتقلين ضمن اتفاق تبادل نصّ على إطلاق سراح رهائن إسرائيليين أحياء كانت تحتجزهم حركة حماس، مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكدت مصادر فلسطينية أن عدد المفرج عنهم يبلغ 250 معتقلاً، من بينهم عدد كبير ممن اعتُقلوا "لأسباب أمنية"، وبعضهم مدانون بتنفيذ أو المشاركة في هجمات ضد أهداف إسرائيلية، فضلاً عن نحو 1700 فلسطيني جرى اعتقالهم منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وجسّد هذا المشهد لحظة نادرة من الفرح في ظل واقع إنساني مرير يعيشه الفلسطينيون منذ شهور طويلة من الحرب والحصار.
وتحوّلت لحظة وصول الحافلات إلى مهرجان رمزي للأمل والكرامة الوطنية، حيث شدد الحاضرون على أن الإفراج عن الأسرى يُعدّ خطوة نحو تحقيق العدالة والحرية، فيما دعا عدد من ذوي المعتقلين إلى استمرار الجهود للإفراج عن بقية الأسرى في السجون الإسرائيلية.
استمرار المعاناة
ورغم مشاعر الفرح، لم تغب مظاهر الألم والخسارة عن المشهد، إذ ما زال آلاف الفلسطينيين يقبعون خلف القضبان في ظروف قاسية، فيما تُواصل العائلات الأخرى انتظار أبنائها وسط أجواء الحرب والدمار التي تخيّم على غزة.
وشدّد مراقبون على أن هذه الصفقة لا تُنهي المعاناة المستمرة للأسرى الفلسطينيين، لكنها تفتح نافذة أمل على طريق طويل نحو العدالة والمصالحة الإنسانية.