تركيا تعلن استعدادها للمشاركة في قوة دولية لتثبيت وقف إطلاق النار بغزة

تركيا تعلن استعدادها للمشاركة في قوة دولية لتثبيت وقف إطلاق النار بغزة
وزير الدفاع التركي يشار غولر

أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر، الأربعاء، استعداد القوات المسلحة التركية للمشاركة في مهمة القوة متعددة الجنسيات المزمع إنشاؤها في قطاع غزة، في خطوة تعكس انخراط أنقرة المتزايد في الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع المحاصر، وتمهيد الطريق نحو إعادة إعماره بعد شهور طويلة من الحرب المدمرة.

وأوضح غولر، خلال مشاركته في اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقد في بروكسل، أن بلاده أبلغت شركاءها في الحلف بـ"استعداد القوات التركية للمشاركة الفاعلة في القوة متعددة الجنسيات التي سيتم تشكيلها في غزة"، مؤكداً أن تركيا "ترحب بوقف إطلاق النار باعتباره خطوة نحو تسوية عادلة ودائمة تقوم على أساس حل الدولتين".

ونقلت قناة "خبر تي في" التركية، عن غولر قوله، إن أنقرة تشدد على أهمية الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى المدنيين في غزة الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية

وأوضح الوزير أن بلاده تعتبر وقف النار "بداية إيجابية يجب أن تتبعها خطوات سياسية ملموسة تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة".

يأتي هذا الموقف في إطار سياسة تركية جديدة تسعى للعب دور مركزي في مرحلة ما بعد الحرب، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو المساهمة في جهود الإعمار والاستقرار، وكانت أنقرة قد أرسلت فرق إغاثة وطائرات مساعدات إلى معبر رفح بالتنسيق مع مصر خلال الأشهر الماضية.

القوة الدولية المقترحة

تزامن الموقف التركي مع تقرير نشره موقع "بوليتيكو" الأمريكي كشف أن إندونيسيا وأذربيجان وباكستان هي أبرز الدول التي يجري بحث مشاركتها في القوة متعددة الجنسيات التي ستتولى مهام حفظ الأمن ودعم الاستقرار في غزة.

وتعد هذه القوة جزءاً رئيسياً من خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تتألف من عشرين بنداً، وتنص على تعاون الولايات المتحدة مع شركائها العرب والدوليين لنشر قوة مؤقتة تعمل على تدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية بعد التحقق من أهليتها. 

وأكدت واشنطن مراراً أن القوات الأمريكية لن تدخل قطاع غزة، بل ستكتفي بالتنسيق من الخارج، خصوصاً مع مصر والأردن.

مراقبة تنفيذ الاتفاق

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في وقت سابق أن بلاده ستتولى مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، مؤكداً أن تركيا ستلعب كذلك دوراً محورياً في مرحلة إعادة إعمار القطاع، بما في ذلك إعادة بناء البنية التحتية المدمّرة والمستشفيات والمساكن.

ويعكس إعلان غولر اليوم تحولاً عملياً في الموقف التركي من مجرد الدعم السياسي إلى الانخراط الميداني والدبلوماسي المباشر، ضمن رؤية تسعى لتكريس تركيا كفاعل إقليمي محوري في القضايا الشرق أوسطية، ولا سيما القضية الفلسطينية.

ويأتي هذا التطور بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، التي أوقعت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ودفعت ملايين الفلسطينيين إلى النزوح القسري داخل القطاع، كما أدى الحصار المستمر إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، ما جعل غزة من أكثر مناطق العالم تضرراً إنسانياً.

ويرى مراقبون أن نجاح القوة الدولية المقترحة سيعتمد إلى حد كبير على التنسيق بين تركيا ومصر والأردن والولايات المتحدة، وعلى قبول الفصائل الفلسطينية بمبدأ نشر قوات أجنبية في القطاع، وهو ما لا يزال محل جدل داخلي واسع بين مختلف الأطراف الفلسطينية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية