موجات من المهاجرين تتدفق إلى جزر الكناري وفقدان 3 أشخاص في البحر

موجات من المهاجرين تتدفق إلى جزر الكناري وفقدان 3 أشخاص في البحر
مهاجرون - أرشيف

شهدت جزر الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي خلال الأيام الأخيرة، تدفق موجات جديدة من المهاجرين غير النظاميين القادمين من السواحل الإفريقية، حيث أعلنت السلطات الإسبانية أن ما لا يقل عن 555 مهاجراً وصلوا إلى الأرخبيل بين 13 و16 أكتوبر الجاري، في حين تم الإبلاغ عن فقدان ثلاثة مهاجرين في عرض البحر أثناء إحدى عمليات الإنقاذ.

وأكدت خدمات الطوارئ الإسبانية أن آخر عملية إنقاذ جرت في ليلة 15 أكتوبر، بعد أن رصد طاقم سفينة تجارية قارباً يضم نحو 55 مهاجراً على بعد 45 ميلاً شرق جزيرة لانزاروتي، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، الاثنين.

وأوضحت أن المهاجرين الذين كان بينهم 11 امرأة وقاصران، تلقوا المساعدة من طواقم الإنقاذ البحري للصعود على متن السفينة، غير أن بعضهم قفز في الماء محاولاً الوصول إلى السفينة بنفسه، ما أدى إلى فقدان ثلاثة أشخاص بحسب إفادات الناجين.

وأضافت السلطات أن مروحية تابعة للإنقاذ البحري شاركت في عمليات البحث عن المفقودين، وتم خلال ذلك العثور على قاربين آخرين كانا يقلان مهاجرين في طريقهما إلى الجزر الإسبانية.

تعدد نقاط الوصول

وسجلت جزر الأرخبيل خلال الفترة نفسها عدة عمليات وصول لمهاجرين، حيث رُصد يومي 14 و15 أكتوبر وصول 65 مهاجراً إلى جزيرة غران كناريا، و230 آخرين إلى جزيرة إل هييرو، في حين وصل 22 شخصاً إلى قرطاجنة في جنوب شرق إسبانيا صباح اليوم التالي.

كما تمكنت فرق الإنقاذ في 13 تشرين الأول/أكتوبر من إنقاذ 205 مهاجرين قبالة جزيرة تنريفي، ما رفع إجمالي عدد الواصلين إلى أكثر من 600 مهاجر خلال أربعة أيام فقط، وفق تقديرات السلطات الإسبانية.

وتشير منظمات إنسانية إلى أن طريق جزر الكناري أصبح من أخطر المسارات البحرية نحو أوروبا، إذ يقطع المهاجرون مسافات طويلة في قوارب بدائية وسط تيارات بحرية قوية، وغالباً ما يُفقد أثر العشرات قبل وصولهم إلى اليابسة.

كما تؤكد المصادر الميدانية أن بين القادمين نساءً وأطفالاً من دول إفريقيا الغربية مثل السنغال وغانا وساحل العاج، فرّوا من الفقر والصراعات بحثاً عن حياة أكثر استقراراً.

مشاهد إنسانية مؤثرة

في حادثة مؤلمة، وثقت مقاطع مصوّرة قبل أيام مشهد أمٍّ وابنها القاصر أثناء وصولهما سباحةً إلى أحد شواطئ مدينة سبتة الإسبانية قادمين من المغرب، حيث ظهرا يصارعان الأمواج في حين يتمسك الطفل بعوامة صغيرة في محاولة يائسة للنجاة.

وأثارت اللقطات تعاطفاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها تجسّد المعاناة القاسية التي يعيشها المهاجرون الباحثون عن الأمان في القارة الأوروبية.

وتواجه إسبانيا منذ عام 2023 تصاعداً ملحوظاً في أعداد المهاجرين الوافدين عبر طريق الأطلسي إلى جزر الكناري، الذي يُعتبر بوابة رئيسية نحو أوروبا.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد تجاوز عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الأرخبيل خلال العام الماضي نحو 40 ألف شخص، في زيادة غير مسبوقة منذ عام 2006، حين شهدت الجزر تدفقاً مماثلاً.

وتحذر منظمات الإغاثة من أن استمرار غياب الحلول التنموية في دول المصدر سيدفع بمزيد من الشباب إلى ركوب البحر في رحلات الموت، وسط ضعف التنسيق بين الدول الأوروبية والإفريقية لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية