إسرائيل ترحّل 32 ناشطاً أجنبياً تضامنوا مع مزارعين فلسطينيين في موسم الزيتون

إسرائيل ترحّل 32 ناشطاً أجنبياً تضامنوا مع مزارعين فلسطينيين في موسم الزيتون
القبض على واحدة من النشطاء المتضامنين مع المزارعين الفلسطينيين

أعلنت السلطات الإسرائيلية الأربعاء عن ترحيل 32 ناشطًا أجنبيًا من أراضيها، بدعوى مشاركتهم في نشاط غير قانوني خلال موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية، واتصالهم بمؤسسة فلسطينية تصنفها إسرائيل على أنها "منظمة إرهابية".

قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ياريف ليفين، إن القرار اتُخذ بالتنسيق مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بعد تحقيق أجرته السلطات الإسرائيلية بناءً على شكوى تقدّم بها رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية، يوسي دغان الذي اتهم النشطاء بـ"القيام باستفزازات في منطقة السامرة" وفق فرانس برس.

وأضاف ليفين في بيان نشره عبر قناته على تلغرام أن "الإجراء الحازم يبعث برسالة واضحة مفادها أن الدولة لن تتسامح مع من ينتهك سيادتها أو يدعم الإرهاب".

تضامن ميداني يتحول إلى اعتقال

ووفقًا للرواية الإسرائيلية، فقد نُظمت المظاهرة الخميس الماضي بالقرب من مزرعة في جنوب نابلس، وشارك فيها النشطاء تضامنًا مع المزارعين الفلسطينيين، في وقت تشهد فيه المنطقة تكرارًا لهجمات المستوطنين ضدهم خلال موسم قطف الزيتون.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل النشطاء أثناء وجودهم في الأراضي الزراعية، رغم أنهم كانوا يساعدون الأهالي في جمع محصول الزيتون، وهو ما أكدته شهادات ميدانية نقلتها وكالات أنباء دولية.

منظمات أهلية تحت الضغط

من بين التهم التي ساقتها السلطات الإسرائيلية ضد النشطاء، ارتباطهم بـ"اتحاد لجان العمل الزراعي"، وهي مؤسسة أهلية فلسطينية غير حكومية تأسست عام 1986 وتعد من أبرز مؤسسات التنمية الزراعية في الأراضي الفلسطينية.

وتنفي المؤسسة أي ارتباطات سياسية، مؤكدة أن عملها يتركز على دعم المزارعين وتمكين المجتمعات الريفية، خاصة في المناطق المهددة بالمصادرة أو اعتداءات المستوطنين.

تنديد فلسطيني بالإجراء

في المقابل، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية عملية الترحيل ووصفتها بأنها "إجراء تعسفي يستهدف كل أشكال التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني".

وقالت الوزارة في بيانها إن النشطاء كانوا يشاركون في "حملة لمساندة الأهالي في قطف الزيتون وتوثيق اعتداءات المستعمرين"، معتبرة أن ما حدث "يكشف سياسة ممنهجة لتقييد العمل الإنساني والتضامني في الأراضي المحتلة".

تسيطر إسرائيل على الضفة الغربية منذ عام 1967، وتشهد المنطقة تصاعدًا في أعمال العنف منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل منذ ذلك الحين نحو 988 فلسطينيًا في الضفة الغربية، بينهم مدنيون ومقاتلون، في حين تشير الأرقام الإسرائيلية إلى مقتل 43 إسرائيليًا على الأقل في هجمات أو مواجهات.

ويُعد موسم قطف الزيتون من أهم الفترات الزراعية والرمزية في حياة الفلسطينيين، وغالبًا ما يشهد مواجهات بين المزارعين والمستوطنين الذين يمنعون الوصول إلى الأراضي أو يتلفون الأشجار.

وتعد مشاركة المتضامنين الدوليين في مواسم الحصاد تقليدًا سنويًا لدعم المزارعين الفلسطينيين وتوثيق الاعتداءات، إلا أن إسرائيل شددت في السنوات الأخيرة القيود على هذه الأنشطة، معتبرة بعضها "إخلالًا بالنظام العام" أو "دعما لتحركات معادية للدولة".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية