أزمة إنسانية.. فيضانات فيتنام تفتك بعشرات الأشخاص وتغرق مدناً بأكملها
أزمة إنسانية.. فيضانات فيتنام تفتك بعشرات الأشخاص وتغرق مدناً بأكملها
تفاقمت الأزمة الإنسانية في وسط فيتنام نتيجة الفيضانات العارمة التي اجتاحت البلاد خلال الأسبوع الماضي، والتي أودت بحياة 37 شخصاً على الأقل، في حين لا يزال خمسة آخرون في عداد المفقودين، وفق ما أعلنت السلطات المحلية اليوم الاثنين.
أكّدت وكالة إدارة الكوارث في فيتنام، اليوم الاثنين، أن الأمطار الغزيرة التي هطلت بشكل متواصل طوال الأسبوع الماضي تسببت في فيضان الأنهار وارتفاع منسوب المياه في مناطق واسعة، ما أدى إلى غمر أحياء بأكملها في مدن وسط البلاد، خاصة في محيط مدينتي هوي ودا نانج اللتين تُعدّان من أهم الوجهات السياحية في البلاد.
وأوضحت الوكالة أن 78 شخصاً أُصيبوا بجروح متفاوتة، في حين تضرر نحو 13 ألف شخص بين منازل مهدمة ومناطق منكوبة، في حين نفق أكثر من 64 ألف رأس من الماشية، معظمها من الأبقار والدواجن، في خسارة فادحة للقطاع الزراعي الذي يمثل مصدر رزق أساسي لآلاف العائلات الريفية.
قوارب لإنقاذ العالقين
أظهرت صور بثتها وسائل الإعلام المحلية مشاهد مأساوية لشوارع تحولت إلى أنهار، وسكان يستخدمون القوارب للتنقل أو لإجلاء الأطفال وكبار السن، في ظل صعوبات بالغة تواجهها فرق الإنقاذ التي تحاول الوصول إلى المناطق المنعزلة.
وقالت تقارير ميدانية إن السيول قطعت الطرق الرئيسية وعوقت وصول المساعدات، في حين لجأت عشرات الأسر إلى أسطح المنازل والمدارس الحكومية التي تحوّلت إلى ملاجئ مؤقتة.
وحذرت السلطات الفيتنامية من احتمال تدهور الأوضاع خلال الأيام المقبلة، مع استمرار التوقعات بهطول أمطار غزيرة في بعض المناطق الوسطى، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الفيضانات والانهيارات الأرضية في المناطق الجبلية.
وأكدت هيئة الأرصاد الجوية أن التغيرات المناخية المتسارعة أسهمت في زيادة تكرار هذه الظواهر خلال السنوات الأخيرة، مشيرةً إلى أن فيتنام أصبحت من أكثر الدول عرضة للكوارث الطبيعية في جنوب شرق آسيا، حيث تشهد سنوياً ما بين 10 إلى 15 عاصفة وفيضاناً تتسبب بخسائر بشرية ومادية جسيمة.
آثار التغير المناخي
يُعدّ وسط فيتنام من المناطق الأكثر تضرراً بالكوارث المناخية بسبب موقعه الجغرافي بين البحر والتلال، حيث يؤدي أي هطول مطري فوق المعدلات إلى فيضان الأنهار وتدمير المحاصيل الزراعية.
ويرى خبراء البيئة أن ما يجري حالياً يُعدّ إنذاراً جديداً لضرورة تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والبنية التحتية المقاومة للكوارث، خاصة في القرى الفقيرة التي تفتقر إلى شبكات صرف فعالة وملاجئ آمنة.
كما تشير التقديرات إلى أن الفيضانات الأخيرة ستؤثر سلباً في الأمن الغذائي؛ نظراً لتدمير مساحات زراعية واسعة وتلف كميات كبيرة من الحبوب والماشية، ما سيزيد من الضغوط على الحكومة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.
نداءات لإنقاذ المتضررين
ودعت السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية إلى إرسال مزيد من فرق الإغاثة والمساعدات العاجلة، خاصة المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية، للمناطق المعزولة، مؤكدةً أن الأولوية القصوى هي لإنقاذ الأرواح وتأمين المأوى للنازحين.
وفي ظل تكرار الكوارث المناخية في فيتنام خلال الأعوام الأخيرة، تتصاعد المطالبات المحلية والدولية بضرورة وضع خطط وطنية شاملة لمواجهة التغير المناخي، وتطوير البنى التحتية لتقليل الخسائر مستقبلاً، في بلد يعيش سكانه موسماً سنوياً من الفيضانات والعواصف التي لا ترحم.










