مهرجانات إربد.. تمكين اقتصادي واحتفاء بإبداع المرأة الريفية في الأردن

مهرجانات إربد.. تمكين اقتصادي واحتفاء بإبداع المرأة الريفية في الأردن
مهرجانات إربد- أرشيف

تشهد محافظة إربد في شمال الأردن حراكًا اقتصاديًا واجتماعيًا مميزًا مع انطلاق مهرجانات المنتجات السنوية التي تحولت إلى منصات تزخر بالإبداع الحرفي وتحتفي بجهود المرأة الريفية، حيث تجتمع الأصالة بالابتكار في مشهد يعكس روح المجتمع الأردني وتاريخه العريق.

تُسهم هذه الفعاليات في بناء جسور مباشرة بين المنتجين والمستهلكين، مما يخلق فرصًا حقيقية لتحسين أوضاع النساء المعيشية، ويدعم المشاريع الصغيرة القائمة على الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية والمستحضرات الطبيعية، بحسب ما ذكر موقع “الوقائع” الأردني، اليوم الثلاثاء. 

وتشكل هذه المبادرات بيئة خصبة لنشر ثقافة العمل والإنتاج بين السيدات، وتعزيز مفهوم الاعتماد على الذات كأساس لتنمية المجتمع المحلي.

أيقونة العطاء الريفي

يبرز مهرجان الرمان السنوي في إربد كنموذج حي لهذه الفعاليات التي ينتظرها المزارعون والنساء الريفيات بفارغ الصبر، لما يوفره من فرصة لعرض منتجاتهم أمام جمهور واسع من الزوار والسياح. 

وإلى جانب الرمان بمختلف أنواعه، تزدان أجنحة المهرجان بالمطرزات اليدوية والحُلي والإكسسوارات والمأكولات التراثية، لتتحول ساحاته إلى معرض نابض بالحياة يجسد صورة المرأة الأردنية المكافحة.

تروي نوال عبيدات، وهي إحدى المشاركات في المهرجان، قصة نجاحها مع بناتها في تأسيس مشروع منزلي لتصنيع الكريمات والأعشاب الطبية من قشور الرمان والنباتات العطرية. 

وتقول إن المهرجان منحها فرصة لتسويق منتجاتها التي أصبحت مطلوبة لجودتها وطبيعتها الخالية من المواد الصناعية، مؤكدة أن هذا العمل وفّر لأسرتها مصدر دخل ثابت يساعدها على مواجهة التحديات الاقتصادية.

فتح آفاق جديدة

أما أم خالد عبيدات فتدير مطبخًا منزليًا لإعداد المأكولات الشعبية مثل المكمورة والمطابق والمعجنات والمخللات. 

وتوضح أن منتجاتها تلقى إقبالًا كبيرًا بفضل نكهتها الأصيلة وجودة مكوناتها، مشيرة إلى أن مشاركتها في المهرجانات فتحت أمامها آفاقًا جديدة لتوسيع مشروعها.

وتحكي أم علي الطوالبة، مصممة الإكسسوارات والحُلي، عن تجربتها في تأسيس مشروعها بعد التحاقها بدورة تدريبية في إحدى الجمعيات المحلية. 

وتؤكد أن مشاركتها المستمرة في البازارات والمعارض مكنتها من تحقيق أرباح وفّرت لها الاستقرار المالي وتعليمًا جامعيًا لأبنائها، معتبرة أن هذه الفعاليات لا تروّج للمنتجات فقط، بل تصنع قصص كفاح إنسانية حقيقية.

ملتقى للإبداع وفرصة للنمو

وترى المعلمة دينا عبدالله أن المهرجانات باتت بمثابة ملتقى اقتصادي وثقافي للنساء الريفيات، إذ تتيح لهن عرض مواهبهن وتحقيق مكاسب مالية تُحفزهن على تطوير مشاريعهن وتعزيز مهارات الإنتاج والتسويق. 

وتؤكد أن هذا التفاعل الإيجابي بين الزوار والمشاركات يعزز الثقة بالنفس ويدفع بالمجتمع نحو تبني ثقافة الإنتاج المحلي.

ومن جانبه، شدد رئيس تعاونية كفرسوم الزراعية لمنتجي الرمان، المهندس عاهد عبيدات، على أن المهرجانات تشكل رافعة حقيقية للتنمية في الريف الأردني، إذ تربط المزارع بالمستهلك وتمنح المرأة الريفية فرصة للتسويق المباشر دون وسطاء. 

وأضاف أن دعم المرأة ليس شعارًا احتفاليًا، بل استثماراً في الأسرة والمجتمع ومستقبل الأجيال القادمة، مؤكدًا أن نجاح هذه التجارب يعكس أهمية دمج المرأة في العملية الاقتصادية كقوة فاعلة في التنمية المستدامة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية