مُسجلاً 41 ألف انتهاك.. تقرير حقوقي: خُمس أطفال العالم تأثروا بالصراعات في 2024

مُسجلاً 41 ألف انتهاك.. تقرير حقوقي: خُمس أطفال العالم تأثروا بالصراعات في 2024
معاناة الأطفال - أرشيف

كشفت منظمة "أنقذوا الأطفال" (Save the Children) عن واقع إنساني مرير، مؤكدة أن عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاعات المسلحة حول العالم بلغ العام الماضي رقمًا قياسيًا جديدًا يُعدّ الأعلى منذ بدء رصد هذه الظاهرة قبل عقدين تقريبًا.

وأوضحت المنظمة في بيان لها، الثلاثاء، أن نحو 520 مليون طفل عاشوا عام 2024 في مناطق نزاع، بزيادة بلغت 47 مليون طفل مقارنة بعام 2023، ما يعني أن واحدًا من كل خمسة أطفال حول العالم تأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالحروب والصراعات المسلحة. 

وأكد التقرير أن هذه الأرقام تُعدّ الأعلى منذ بدء المنظمة في تحليل البيانات عام 2005، ما يعكس اتساع رقعة العنف العالمي وتزايد الحروب الممتدة.

وأضافت المنظمة أن تحليلها اعتمد على بيانات صادرة عن معهد أبحاث السلام (بريو) في أوسلو وتقارير من الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن مفهوم "منطقة النزاع" يشمل كل منطقة تقع ضمن نطاق 50 كيلومترًا من مكان شهد حادثًا عسكريًا واحدًا على الأقل خلال العام.

جرائم مروعة ضد الأطفال

أظهرت نتائج التقرير أن 41,763 انتهاكًا جسيمًا ارتُكب ضد الأطفال في مناطق النزاع خلال عام واحد فقط، بزيادة نسبتها 30% عن عام 2023، وهو رقم وُصف بالـ"صادم" من قبل المنظمة. 

ووُزعت هذه الجرائم بين القتل والتشويه والتجنيد القسري والاغتصاب والاختطاف، إضافة إلى استهداف المدارس والمستشفيات.

وبيّنت المنظمة أن أكثر من نصف هذه الجرائم وقع في أربع مناطق رئيسية هي: الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ونيجيريا، والصومال، وهي مناطق تشهد صراعات مزمنة منذ سنوات، ويعاني فيها الأطفال من الفقر وسوء التغذية والنزوح الجماعي.

كما أشار التقرير إلى أن العام الماضي شهد 61 نزاعًا مسلحًا بين دول أو داخلها، وهو رقم يعكس تفاقم حالة العنف المسلح وغياب الحلول السياسية في كثير من الأزمات الدولية.

دعوات للتحرك الدولي

دقّ المدير التنفيذي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في ألمانيا، فلوريان فيستفال، ناقوس الخطر قائلًا: "العالم يشهد انهيارًا أخلاقيًا عندما ينفق على التسلح أكثر مما ينفق على حماية الطفولة". 

وأضاف في تصريحاته أن هذه الأرقام تفرض "ضرورة تحرك سياسي عاجل"، داعيًا الدول الكبرى إلى إدراج حماية الأطفال مدرج الأولوية في سياساتها الأمنية، بدلًا من الانخراط في سباقات التسلح التي لا تجلب سوى الدمار والمعاناة.

وأكد فيستفال أن "حماية الأطفال يجب أن تكون الهدف المركزي للسياسة الأمنية العالمية"، مشيرًا إلى أن ملايين الأطفال اليوم يعيشون في ظل الخوف، محرومين من التعليم والأمان والرعاية الصحية، في حين يتحول بعضهم إلى ضحايا أو أدوات في النزاعات المسلحة.

كارثة إنسانية عالمية

يتزامن صدور هذا التقرير مع تصاعد النزاعات في مناطق متعددة من العالم، أبرزها غزة والسودان وأوكرانيا واليمن، حيث يعيش الأطفال ظروفًا كارثية من القصف والنزوح والجوع. 

وترى منظمات الإغاثة أن العالم بات بحاجة إلى إرادة سياسية حقيقية تضع حدًا لاستخدام الأطفال ضحايا في الحروب، وأن تجاهل هذه الكارثة الإنسانية يهدد مستقبل جيل كامل.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 70% من النازحين في مناطق النزاعات هم من النساء والأطفال، ما يجعلهم الفئة الأكثر هشاشة في مواجهة آثار العنف المسلح، في وقت تتراجع فيه المساعدات الإنسانية الدولية بفعل الأزمات الاقتصادية العالمية.

بهذا التحليل الصادم، تؤكد منظمة "أنقذوا الأطفال" أن الطفولة أصبحت في قلب المعركة، وأن استمرار صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات بحق الأطفال يمثل فشلًا أخلاقيًا لا يقل خطورة عن الحروب نفسها، داعية إلى إعادة تعريف الأمن الإنساني بوصفه أمنًا للأطفال أولًا، قبل أن يكون أمنًا للجيوش أو الدول.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية