وسط جدل متصاعد.. ولاية كارولينا الجنوبية تنفّذ إعداماً جديداً بالرصاص

وسط جدل متصاعد.. ولاية كارولينا الجنوبية تنفّذ إعداماً جديداً بالرصاص
الإعدام في الولايات المتحدة - أرشيف

أعدمت ولاية كارولينا الجنوبية، الجمعة، رجلاً أدين بقتل ثلاثة أشخاص خلال 5 أيام قبل أكثر من 20 عامًا، وذلك عبر فرقة الرمي بالرصاص في واقعة تعيد فتح نقاش واسع داخل الولايات المتحدة حول أساليب الإعدام وحدودها الأخلاقية. 

ويُعد الرجل، المدعو ستيفن براينت البالغ من العمر 44 عامًا، ثالث شخص تنفذ فيه الولاية هذا النوع من الإعدامات خلال العام الجاري.

وذكرت ذلك وسائل إعلام أمريكية، لتؤكد أن عملية الإعدام تمت بواسطة ثلاثة موظفين في السجن تطوعوا لتنفيذ العملية، وحمل كل منهم ذخيرة حية. 

واختار براينت الذي لم يدلِ بأي بيان أخير، الموت بالرصاص بدلًا من الحقنة المميتة أو الكرسي الكهربائي، قبل أن يوجّه نظرة مقتضبة نحو عشرة شهود، أعقبها وضع غطاء على رأسه.

رفض المحكمة العليا

رفضت المحكمة العليا الأمريكية، في أكتوبر الماضي، الاستئناف الذي تقدم به فريق دفاع براينت، والذي طالب بإعادة النظر في الحكم بدعوى أن القاضي لم يراعِ الضرر الدماغي الحاد الذي لحق به أثناء الحمل نتيجة تعاطي والدته للمخدرات والكحول. 

وأكد محامو الدفاع أن هذه الأضرار أثرت في قدراته الإدراكية وسلوكه، لكن المحكمة اعتبرت أن الأدلة لا تستدعي إعادة المحاكمة.

وتشهد ولاية كارولينا الجنوبية منذ العام الماضي عودة متسارعة لتنفيذ أحكام الإعدام بعد توقف دام 13 عامًا بسبب عدم قدرتها على الحصول على أدوية الحقن المميتة. 

ومع إعدام براينت، يرتفع عدد من تم تنفيذ الحكم بحقهم إلى سبعة أشخاص خلال 14 شهرًا، ما يجعل الولاية إحدى أكثر الولايات نشاطًا في تطبيق عقوبة الإعدام خلال الفترة الأخيرة.

جدل أمريكي متجدد 

يثير اعتماد الولايات المتحدة المتزايد على بدائل الحقنة المميتة -مثل الكرسي الكهربائي وفرقة الرمي- جدلًا واسعًا بين المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يعدون هذه الأساليب "عقوبات قاسية ومهينة" تمثل تراجعًا في المعايير الإنسانية. 

وتؤكد منظمات حقوقية أن اللجوء إلى الرمي بالرصاص يعكس أزمة عميقة تتعلق بعجز الولايات عن الوصول إلى الأدوية اللازمة لتنفيذ الإعدامات بطريقة كانت تُعد "أكثر إنسانية" مقارنة بالأساليب القديمة.

ويرى أخصائيون قانونيون أن هذه العودة المكثفة للإعدامات في كارولينا الجنوبية تمثل تطورًا لافتًا في بلد ما يزال منقسمًا بشدة حول شرعية عقوبة الإعدام نفسها، في وقت ألغت فيه ولايات عديدة العقوبة نهائيًا خلال العقد الأخير، في حين تواصل ولايات أخرى التمسك بها لأسباب سياسية أو جنائية.

تساؤلات حول مستقبل العقوبة

وتفاقم هذه الأحداث النقاش الدائر في أمريكا حول مدى جدوى عقوبة الإعدام، وما إذا كانت توفر الردع المطلوب، أم إنها مجرد ممارسة باقية من نظام عقابي قديم يتعارض مع التطور القانوني والاجتماعي. 

وفي المقابل، يجادل مؤيدو العقوبة بأنها تمثل "عدالة مستحقة" لأسر الضحايا وتمنع تكرار الجرائم العنيفة.

ومع استمرار الجدل وتنامي الضغوط الحقوقية، تبدو قضية الإعدامات في الولايات المتحدة أمام منعطف جديد، قد يدفع مشرعي بعض الولايات إلى إعادة النظر في الأساليب المستخدمة أو حتى في العقوبة ذاتها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية