"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(93) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
"تناول أبرز القضايا الحقوقية والإنسانية".. صدور العدد الـ(93) من النسخة الرقمية لـ"جسور بوست"
صدر العدد الـ(93) من النسخة الرقمية لصحيفة "جسور بوست"، المتخصصة في القضايا الحقوقية والإنسانية، الخميس، حيث تناول أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي في مناطق النزاع وأزمات حقوق الإنسان في العالم، إلى جانب تحليلات حول مسارات الأزمات والحلول الممكنة لها، وجاءت أبرز الموضوعات كالآتي:
في البداية سلط العدد الضوء على ما يشهده اليمن من ارتفاع حاد في الوفيات الناتجة عن حمى الضنك والدفتيريا والحصبة مع بلوغ الحصيلة 183 وفاة منذ مطلع العام، في ظل بنية صحية شبه منهارة ونقص شديد في الأدوية والكوادر.
وتشير البيانات إلى انتشار واسع للضنك والحصبة والدفتيريا بسبب انهيار حملات التحصين وتدهور خدمات الصرف الصحي وتكدس النازحين في بيئات موبوءة، وتعجز المرافق الصحية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، بينما تتفاقم المخاطر مع سوء التغذية وارتفاع معدلات الفقر بين الأطفال، وفيما ترفع السلطات منسوب الاستعداد لاحتمال تسلل فيروس ماربورغ، يشكك مختصون في قدرة النظام الصحي على التعامل مع أي طارئ جديد، ويؤكد خبراء أن معالجة الأزمة الصحية تتطلب دعما دوليا عاجلا وإعادة بناء منظومة التطعيم والبنية الأساسية للصحة العامة.
مخلفات الحرب في سوريا
في تقرير آخر تطرق العدد إلى أزمة الخسائر البشرية في سوريا حيث تواصل مخلفات الحرب حصد أرواح المدنيين، خصوصا الأطفال، الذين يواجهون خطرا يوميا بسبب الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في القرى والمناطق الزراعية، وسجلت مناطق سيطرة الحكومة خلال أقل من أسبوع استشهاد وإصابة ستة عشر طفلا في سلسلة حوادث دامية تكشف اتساع نطاق التلوث الحربي وغياب عمليات المسح الفعالة، وتتسبب القنابل العنقودية والألغام في وفيات متتالية وإصابات دائمة تُلقي بأعباء ثقيلة على عائلات تعيش ظروفا اقتصادية منهكة، ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نقص فرق الإزالة وغياب حملات التوعية يضاعف حجم المخاطر، فيما يطالب ناشطون بتدخل دولي عاجل لاحتواء الأزمة، كما توضح تقارير دولية أن سوريا باتت من أكثر دول العالم تلوثا بالمخلفات الحربية، وأن الأطفال يظلون الشريحة الأكثر تعرضا للخطر.
الاتجار بالنساء الإيرانيات
أبرز أحد تقارير العدد الحقوقية ما ذكرته وكالة أنباء المرأة حول أن جريمة الاتجار بالنساء الإيرانيات لم تعد ظاهرة جنائية معزولة، بل نتيجة مباشرة للفقر البنيوي والتمييز الجندري وتواطؤ مؤسسات الدولة، ويوضح التقرير أن شبكات الاتجار تعمل ضمن منظومة اقتصادية–سياسية تستفيد من هشاشة النساء، حيث تُستدرج الضحايا بوعود عمل أو زواج قبل نقلهم عبر الحدود للاستغلال القسري، وتنتشر عمليات التهريب في محافظات هرمزغان وسيستان وبلوشستان وخوزستان، غالباً تحت أنظار جهات رسمية تغضّ الطرف، كما تشير بيانات دولية إلى تصنيف إيران في الفئة الثالثة عالمياً لفشلها في مكافحة الاتجار بالبشر، ما يجعل نساء الأقليات والطبقات الفقيرة الأكثر عرضة للعنف والاستغلال، ويؤكد التقرير أن السرديات الرسمية تُخفي جذور المشكلة عبر اختزالها في الجريمة الفردية، بينما الحقيقة تكمن في منظومة عنف وهيمنة تُحوّل النساء إلى مورد اقتصادي داخل سوق غير رسمي وعابر للحدود.
خطر الألغام في أفغانستان
كما تطرق العدد الجديد إلى تحذيرات تقارير صندوق إنقاذ الطفولة من أن أفغانستان لا تزال من أكثر دول العالم تلوثاً بالألغام والذخائر غير المنفجرة، مع مقتل أو إصابة أكثر من خمسين مدنياً شهرياً ووقوع ملايين الأشخاص ضمن دائرة الخطر المباشر، ويؤكد التقرير أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً، إذ سجل العام الماضي وحده أكثر من 500 طفل بين قتيل وجريح، وسط غياب إجراءات حماية فعالة وتقصير في جهود التطهير، وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى آلاف الإصابات بين المدنيين نتيجة العبوات الناسفة العشوائية، ما يكشف هشاشة الحياة اليومية في القرى والطرقات والأسواق، كما يمتد الخطر إلى خُمس السكان، خاصة في المناطق الزراعية التي تفتقر للرعاية الصحية والقدرة على علاج الإصابات أو إعادة تأهيل المعاقين، ويدعو التقرير إلى توسيع برامج إزالة الألغام والتوعية المجتمعية، مؤكداً أن مستقبل الأطفال واستقرار المجتمعات رهنٌ باستمرار الدعم الدولي والتعامل مع المتفجرات كأولوية إنسانية عاجلة.
محبوبة سراج
في باب شخصية العدد الأسبوعية تم تسليط الضوء على الناشطة الحقوقية محبوبة سراج باعتبارها أحد أهم الأصوات النسوية في أفغانستان والعالم، بالتزامن مع حلول اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، بعد مسيرة امتدت عقودا من الدفاع عن حقوق النساء رغم الحروب والتهديدات، منوهاً بأنها اضطرت إلى مغادرة بلادها عام 1978 لكنها عادت بعد سقوط طالبان الأول لتأسيس مبادرات تدعم النساء وتمكّنهن وتمنحهن مساحة للتعبير في مجتمع محافظ، ومع عودة طالبان عام 2021 اختارت البقاء في كابل لمساندة النساء رغم المخاطر، محولة منزلها إلى ملجأ ومستمرة في نشاطها رغم التضييقات، وبرز حضورها الدولي بعد خطابها أمام مجلس الأمن الذي حذرت فيه من إقصاء النساء منهجيا، ما جعلها مرشحة لجائزة نوبل للسلام، وتواصل سراج رسالتها بأن مواجهة العنف تبدأ بالحماية والتعليم ورفض الصمت، مؤكدة أن الدفاع عن النساء ضرورة إنسانية لا تتوقف.
ترامب وجماعة الإخوان
أشار العدد إلى ما أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أمر تنفيذي لبدء إجراءات تصنيف فروع جماعة الإخوان المسلمين في لبنان ومصر والأردن كمنظمات إرهابية أجنبية، مستنداً إلى مشاركتها في دعم أعمال عنف تهدد الأمن المحلي ومصالح الولايات المتحدة، موضحا أن القرار يأتي بعد حظر الأردن للجماعة وإغلاق مقارها في أبريل الماضي، متهمة إياها بالسعي لتصنيع أسلحة وزعزعة الأمن، وقد لاقى القرار ترحيباً من السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، فيما أبدت فرنسا اهتمامها بخطورة انتشار الإسلام السياسي على التماسك الوطني، ورغم الجدل حول نشاطها السياسي ودورها في المجتمع المدني نفت الجماعة ارتباط أي من أجنحتها بأعمال عنف، بينما تؤكد الحكومات استهدافها لأمن واستقرار دولها.
المجتمع المدني في تونس
تناول أحد تقارير العدد ما تشهده تونس من حملة قمع غير مسبوقة تستهدف المجتمع المدني، مع توجيه تهم جنائية للعاملين في المجلس التونسي للاجئين بسبب نشاطهم الإنساني لمساعدة اللاجئين وطالبي الحماية الدولية وتأتي الإجراءات ضمن حملة أوسع شملت تعليق أنشطة عشرات الجمعيات وفرض رقابة مشددة، ما خلق مناخاً خانقاً للعمل المدني المستقل، ونوه التقرير إلى أن هذا التصعيد يترك مئات اللاجئين في وضع قانوني معلّق، محرومين من الحماية الدولية، ويعكس خطاباً رسمياً متشدداً تجاه المهاجرين الأفارقة، وقد دعت هيومن رايتس ووتش السلطات لإسقاط التهم وإطلاق سراح المحتجزين، وضمان احترام الحق في اللجوء والعمل الإنساني.
ويمكن لقراء “جسور بوست” مطالعة المزيد من المواد الحقوقية والإنسانية عبر هذا الرابط











