سوريا ترخّص منظمة لإعادة ممتلكات الطائفة اليهودية والحفاظ على تراثها
سوريا ترخّص منظمة لإعادة ممتلكات الطائفة اليهودية والحفاظ على تراثها
أعلنت الحكومة السورية، اليوم الأربعاء، أنها منحت ترخيصاً لمنظمة تهتم بالحفاظ على التراث اليهودي في البلاد، بهدف استعادة ممتلكات الطائفة التي صادرتها السلطات السابقة وحماية أماكن العبادة والمقدسات.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية، هند قبوات، إن إشهار منظمة التراث السوري اليهودي يمثل رسالة قوية من الدولة السورية بأننا لا نميّز بين دين وآخر، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وأكدت قبوات أن السلطات الجديدة تسعى إلى دعم جميع السوريين من مختلف الديانات والطوائف لإعادة بناء الدولة الجديدة.
وأوضح أحد مؤسسي المنظمة، هنري حمرا نجل آخر حاخام غادر سوريا، أن المنظمة ستعمل على إحصاء الممتلكات اليهودية المصادرة خلال فترة النظام السابق، وحماية المقدسات اليهودية ورعايتها وإعادة ترميمها لتصبح متاحة للزيارة لجميع اليهود في العالم.
وأشار حمرا إلى أن المنظمة بدأت نشاطها منذ أول زيارة لوفد يهودي إلى دمشق في فبراير الماضي، برفقة والده، بعد وصول السلطة الجديدة، والتي أبدت مرونة ملحوظة تجاه الطائفة اليهودية في سوريا.
الوجود اليهودي في سوريا
تمتد جذور الطائفة اليهودية في سوريا إلى قرون قبل الميلاد، لكن الصراعات السياسية والاجتماعية في المنطقة، ولا سيما الحرب العربية الإسرائيلية وحرب 1967، أثرت على وجودهم.
وخلال حكم عائلة الأسد، حافظ اليهود على حرية ممارسة شعائرهم الدينية، رغم القيود على الحركة والسفر، حتى انخفض عددهم من نحو خمسة آلاف إلى بضعة أفراد بعد عام 1992.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة السورية للطوارئ، معاذ مصطفى، إن العشرات من البيوت التي تم سلبها من اليهود خلال حكم النظام السابق قد أحصيت حتى الآن، مشيراً إلى أن المنظمة تعمل على تقديم إطار قانوني وإنساني لاستعادة هذه الممتلكات.
الاعتراف بحقوق الأقليات
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود السلطات الجديدة لتأكيد احترام حقوق الأقليات الدينية وإظهار مرونة تجاه الطوائف التي تعرضت للتمييز في الماضي، وزيارات وفود يهودية إلى دمشق، بالإضافة إلى لقاء الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وفداً من اليهود السوريين في نيويورك، تعكس محاولة إعادة الثقة وتعزيز التواصل بين الطائفة اليهودية وسوريا الجديدة.
وأضاف حمرا أن المنظمة تسعى لضمان استدامة التراث اليهودي في سوريا وإتاحته للأجيال القادمة، مؤكداً أن هذا النشاط يندرج ضمن حقوق دينية وإنسانية أساسية، تتيح للمجتمع اليهودي ممارسة شعائره بحرية، واستعادة ممتلكاته التاريخية.











