المرصد السوري يحذّر من تصاعد ضحايا مخلفات الحرب ويدعو إلى حماية المدنيين
المرصد السوري يحذّر من تصاعد ضحايا مخلفات الحرب ويدعو إلى حماية المدنيين
دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، إلى تسريع إزالة مخلفات الحرب وتعزيز برامج التوعية وتطبيق تدابير وقائية أكثر فاعلية، بعد سلسلة حوادث دامية أسفرت خلال أقل من أسبوع عن سقوط قتلى وجرحى في عدة مناطق بأنحاء سوريا، معظمهم من الأطفال.
ووفق البيانات التي وثقها المرصد، أدت انفجارات ناتجة عن ألغام وذخائر غير منفجرة إلى استشهاد 5 مدنيين بينهم 3 أطفال، وإصابة 5 آخرين بينهم طفلان ضمن مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، إضافة إلى إصابة طفل ومواطن آخر في مناطق الإدارة الذاتية، ما يعكس استمرار الخطورة التي تمثلها هذه المخلفات على المدنيين في مختلف أنحاء البلاد.
حوادث متفرقة
وتوزعت الحوادث المسجلة خلال الأيام الماضية على عدة محافظات، وفق المرصد السوري، حيث أصيب في 6 ديسمبر مواطن بجروح بليغة إثر انفجار لغم أرضي قرب معبر العريضة على الحدود السورية اللبنانية أثناء محاولته العبور بطريقة غير شرعية، وفي اليوم نفسه، أصيب طفل بجروح متفاوتة بعد انفجار لغم من مخلفات الحرب في قرية سليب قرآن بتل أبيض في ريف الرقة أثناء رعيه للأغنام.
وفي 8 ديسمبر، أدى انفجار لغم أرضي في شارع بور سعيد بمدينة دير الزور إلى إصابة عاملين في قطاع النظافة وتعطل عدد من الآليات الخدمية.
وفي 9 ديسمبر، استشهد شاب من عشائر قرية الشعاب جراء انفجار لغم في بادية السويداء.
كما أصيب في 10 ديسمبر مواطن بجروح خطيرة بعد انفجار لغم أرضي في قرية مرّاط فوقاني شرق دير الزور.
وفي 11 ديسمبر، استشهد طفلان وأصيب طفلان آخران في قرية بياعية الدنش بريف حلب الجنوبي بعد تعرضهم لشظايا لغم من مخلفات الحرب.
دعوات لتسريع الإزالة وتوسيع حملات التوعية
وحذّر المرصد السوري من أن استمرار وقوع هذه الحوادث يفاقم معاناة المدنيين في سوريا، مؤكدا أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسبب قلة الوعي بالمخاطر واقترابهم من الأراضي الزراعية والمناطق المكشوفة التي قد تحتوي على ذخائر غير منفجرة.
ودعا المرصد إلى تعزيز برامج إزالة الألغام في المناطق عالية الخطورة، وتكثيف حملات التوعية للمدنيين بشأن طرق التعامل مع أي جسم مشبوه، إضافة إلى توثيق الأضرار والانتهاكات الناتجة عن مخلفات الحرب، باعتبار ذلك خطوة أساسية في وضع خطط إعادة تأهيل شاملة للمناطق المتضررة.
تعد مخلفات الحرب في سوريا من أخطر التحديات التي تواجه المدنيين منذ اندلاع النزاع في عام 2011، وتشمل هذه المخلفات ألغامًا أرضية وذخائر غير منفجرة وقنابل عنقودية، منتشرة في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء، وتؤكد المنظمات الإنسانية أن الأطفال والنساء هم الأكثر تعرضًا للمخاطر بسبب قربهم من الحقول والمناطق المفتوحة التي غالبًا ما تحتوي على هذه المواد الخطرة.
وتسهم هذه المخلفات في عرقلة العودة الآمنة للنازحين وتعطيل الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، كما تزيد من الضغط النفسي والاجتماعي على السكان، ويشير خبراء إلى أن إزالة الألغام والتوعية المستمرة ووجود آليات حماية فعالة يشكلان عناصر أساسية للحد من خسائر المدنيين وتمكين المجتمعات المحلية من التعافي بعد سنوات من النزاع المسلح.











