بين الإهمال الطبي والحصار.. مرضى السرطان بغزة يواجهون "إعداماً بطيئاً"

بين الإهمال الطبي والحصار.. مرضى السرطان بغزة يواجهون "إعداماً بطيئاً"
أحد مرضى السرطان في غزة- أرشيف

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم الثلاثاء من أن مرضى السرطان يواجهون ما وصفته بـ "الإعدام البطيء"، في ظل نقص حاد في أدوية الأورام وحرمانهم من الخدمات التشخيصية الضرورية، إضافة إلى استمرار إغلاق المعابر أمام خروجهم لتلقي العلاج خارج القطاع.

وأكدت الوزارة في بيان رسمي عبر قناتها على تلغرام أن هذه الظروف تشكل كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة، قد تكون لها تبعات خطيرة على آلاف المرضى الذين تتدهور حالتهم الصحية بسرعة.

وفق البيان يعاني المرضى من نقص كبير في قائمة أدوية الأورام الأساسية، في حين تُمنع عشرات الأصناف الدوائية من الوصول إلى القطاع، وتقول الوزارة إن هذه الأزمة تمثل “مثلث موت” يجمع بين نقص الأدوية، وتعطيل الخدمات التشخيصية، ومنع العلاج خارج القطاع. 

وتشدد وزارة الصحة على أن السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المرضى هو تمكينهم من الخروج للعلاج في الخارج، ما يتطلب تحركًا عاجلًا من الجهات المعنية كافة لضمان خروجهم الآمن والسريع دون أي تأخير.

العراقيل ومعاناة المرضى

ولا يزال مرضى غزة وجرحاها يواجهون صعوبات جمة للحصول على العلاج خارج القطاع بسبب العراقيل الإسرائيلية المستمرة التي تمنع السفر لعشرات المرضى، وتؤخر وصول المعدات الطبية والأدوية الأساسية، وتسببت هذه الإجراءات في تفاقم معاناة المرضى الذين يحتاجون إلى تدخل طبي عاجل للبقاء على قيد الحياة.

وتعيش غزة مأساة إنسانية عقب العدوان الإسرائيلي الأخير الذي أسفر عن مقتل أكثر من 71 ألف شخص وإصابة نحو 171 ألفًا آخرين وفق تقارير رسمية، وأدى العدوان إلى انهيار شبه كامل في المنظومة الصحية، مع تدمير مستشفيات ومراكز طبية أساسية، ونفاد المستلزمات الطبية الضرورية، ما ترك المرضى دون قدرة على الحصول على العلاج المطلوب.

ويؤكد البيان أن الجيش الإسرائيلي يرفض حتى اللحظة تشغيل معبر رفح البري رغم اتفاق وقف إطلاق النار، ما يمنع المرضى والمصابين من الوصول إلى المستشفيات خارج القطاع، ويؤكد الأطباء أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى تفاقم حالات الوفاة بين المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل، خصوصًا في حالات السرطان والأمراض المزمنة الأخرى.

دعوات للتحرك الدولي

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من أن استمرار نقص الأدوية ومنع العلاج خارج القطاع سيؤدي إلى كارثة إنسانية متفاقمة، داعية المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية إلى التحرك الفوري لفتح المعابر وتأمين وصول الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة، وشددت الوزارة على أن أي تأخير في معالجة الأزمة يعرض حياة المرضى للخطر المباشر، ويشكل انتهاكًا صارخًا للحق في الحياة والرعاية الصحية.

قطاع غزة يعاني منذ سنوات من حصار متواصل أدى إلى تراجع القدرة على توفير الخدمات الأساسية للسكان، خصوصاً في مجال الصحة، ويشكل المرضى الذين يحتاجون علاجًا خارج القطاع أكثر الفئات تضررًا، خصوصًا المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة مثل السرطان. 

وتفاقم الوضع بعد العدوان الأخير الذي دمر المنشآت الصحية والمستشفيات وأدى إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مع منع المرضى من السفر لتلقي العلاج.

وتؤكد المؤسسات الصحية والحقوقية أن الحل يتطلب فتح المعابر بشكل دائم وتسهيل وصول الدواء والمعدات الطبية، لضمان حماية حياة المدنيين والمرضى في القطاع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية