في الأمم المتحدة.. كيف تصوغ لجنة وضع المرأة مستقبل الحقوق النسائية؟

في الأمم المتحدة.. كيف تصوغ لجنة وضع المرأة مستقبل الحقوق النسائية؟
من اجتماعات لجنة المرأة في الأمم المتحدة- أرشيف

في أروقة الأمم المتحدة بنيويورك، حيث أطلقت إليانور روزفلت شرارة النضال من أجل حقوق المرأة في الأربعينيات، تتجدد سنويًا لقاءات الأمل، حيث تلتقي آلاف النساء من مختلف بقاع العالم لرسم ملامح مستقبل أكثر إنصافًا وعدالة.

80 عامًا من التغيير

بدأت لجنة وضع المرأة عملها عام 1946، حينما وجهت روزفلت نداءً عالميًا لحكومات العالم بضرورة تمكين النساء في الحياة الوطنية والدولية، واستجاب المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة سريعًا، فأنشأ لجنة مكلفة بتقييم أوضاع المرأة عالميًا، ومنذ انطلاقتها، وركزت اللجنة على الحقوق السياسية باعتبارها الأساس لأي تقدم حقيقي، إلى جانب قضايا اجتماعية واقتصادية وتعليمية وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة.

إنجازات تاريخية

على مدار العقود، لعبت لجنة وضع المرأة دورًا حاسمًا في صياغة اتفاقيات دولية غيرت مسار حقوق المرأة عالميًا، أبرزها:

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، حيث أسهمت اللجنة في إدخال لغة شاملة لا تقتصر على "الرجال" فقط.

إعلان القضاء على التمييز ضد المرأة (1967)، والذي وضع الأسس لمكافحة التمييز ضد النساء.

اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" (1979)، التي أصبحت المرجعية القانونية لحماية حقوق المرأة.

إعلان ومنهاج عمل بكين (1995)، الذي ما يزال حتى اليوم وثيقة محورية لتحقيق المساواة بين الجنسين.

نمو العضوية واتساع التحديات

مع توسع عضوية الأمم المتحدة، تنوعت مهام اللجنة لتشمل قضايا الفقر والتنمية الريفية وتمكين المرأة اقتصاديًا، وفي عام 1975، أعلنت الأمم المتحدة السنة الدولية للمرأة، تبعها أول مؤتمر عالمي للمرأة في المكسيك، كما تم الاعتراف رسميًا بيوم المرأة العالمي في 8 مارس 1977.

وفي عام 2010، تم دمج الهيئات المعنية بحقوق المرأة في "هيئة الأمم المتحدة للمرأة"، التي تعمل اليوم جنبًا إلى جنب مع لجنة وضع المرأة لتعزيز المساواة.

مواجهة التحديات الحديثة

تواصل اللجنة تقييم التحديات المستجدة، مثل تغير المناخ، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وضرورة مشاركة النساء في صنع القرار، كما تسهم في متابعة تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، لضمان عدم تهميش أي امرأة أو فتاة.

تؤكد التقارير أن الاستثمار في سياسات المساواة يمكن أن يُخرج 100 مليون امرأة وفتاة من الفقر، ويوفر 300 مليون وظيفة جديدة، ويرفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 20% عالميًا.

دورة 2025.. محطة جديدة للنضال

من المقرر أن تعقد الدورة الـ 69 للجنة وضع المرأة (CSW69) في الفترة من 10 إلى 21 مارس 2025، حيث سيركز الاجتماع على مراجعة تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بكين، وتقييم العقبات المتبقية لتحقيق المساواة بين الجنسين، في ظل السعي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية