روسيا تطرد دبلوماسيين بريطانيين بتهمة التجسس ولندن تندد بالاتهامات
روسيا تطرد دبلوماسيين بريطانيين بتهمة التجسس ولندن تندد بالاتهامات
أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، اليوم الاثنين، طرد دبلوماسيين بريطانيين بتهمة ممارسة أنشطة تجسسية، في خطوة وصفتها لندن بأنها "خبيثة ولا أساس لها"، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
وأكدت موسكو، أن القرار شمل ألكش أوديدرا، الذي يشغل منصب السكرتير الثاني في السفارة البريطانية، ومايكل سكينر، زوج السكرتيرة الأولى للبعثة الدبلوماسية.
وأوضح جهاز الأمن الروسي أن عمليات مكافحة التجسس كشفت عن "نشاط استخباراتي غير معلن تحت غطاء العمل الدبلوماسي"، مضيفًا أن الدبلوماسيين المتهمين "مارسا أنشطة تخريبية واستخبارية تهدد أمن روسيا"، وخرقا القوانين المحلية من خلال تقديم "معلومات مضللة" عند حصولهما على إذن دخول البلاد.
رد لندن
نددت وزارة الخارجية البريطانية بالقرار الروسي، مشيرة إلى أن موسكو تلجأ بشكل متكرر إلى اتهامات مماثلة ضد موظفيها.
وقال متحدث باسم الوزارة: "هذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها روسيا اتهامات لا تستند إلى أي أدلة ضد دبلوماسيينا".
واستدعت وزارة الخارجية الروسية ممثلًا عن السفارة البريطانية لمناقشة القضية، مؤكدة عبر منصة تليغرام أن الدبلوماسيين البريطانيين مطالبون بمغادرة الأراضي الروسية في غضون أسبوعين.
تاريخ من التوترات الأمنية
شهدت العلاقات بين روسيا والمملكة المتحدة تصعيدًا مستمرًا بسبب قضايا تجسس وأمن منذ تولي الرئيس فلاديمير بوتين الحكم قبل 25 عامًا، واتهمت لندن موسكو بتسميم العميل الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو عام 2006، ما أدى إلى توتر دبلوماسي طويل الأمد.
وفي عام 2018، قامت بريطانيا بطرد عشرات الدبلوماسيين الروس، بالتنسيق مع حلفائها الغربيين، بعد اتهام روسيا بمحاولة قتل العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال باستخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك في مدينة سالزبوري البريطانية.
جاء القرار الروسي بطرد الدبلوماسيين في وقت حساس، إذ أصدرت محكمة بريطانية، الجمعة الماضية، حكمًا بإدانة ثلاثة بلغاريين بتهمة العمل ضمن شبكة تجسس لأجل موسكو.
واتهمت المحكمة أفراد الشبكة بجمع معلومات حساسة عن الصحفيين والمؤسسات البريطانية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ما يعكس استمرار المخاوف الأمنية المرتبطة بالأنشطة الروسية في أوروبا.
التحولات في العلاقات الدولية
وقع التصعيد الدبلوماسي بين موسكو ولندن في ظل تغييرات في المشهد السياسي الدولي، خصوصًا فيما يتعلق بحرب أوكرانيا، وركزت روسيا في الأسابيع الأخيرة انتقاداتها على الدول الأوروبية، في وقت بدأت فيه واشنطن بإجراء اتصالات مباشرة مع موسكو لمحاولة التوصل إلى تسوية للنزاع المستمر منذ عام 2022.
ويشير هذا التطور إلى تحول في استراتيجية الكرملين، حيث بات يستهدف الحكومات الأوروبية بشكل أكثر حدة، في حين يختبر احتمالات تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.