"أطباء السودان": الفاشر تواجه كارثة إنسانية و239 طفلاً ماتوا جوعاً

"أطباء السودان": الفاشر تواجه كارثة إنسانية و239 طفلاً ماتوا جوعاً
نازحون سودانيون - أرشيف

أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم الاثنين، أن الفريق الطبي التابع لها تمكن من توثيق وفاة 239 طفلًا في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خلال الفترة الممتدة من يناير الماضي حتى يونيو الجاري، نتيجة سوء التغذية الحاد، ونقص الأدوية والغذاء، في ظل حصار خانق يتعرض له سكان المدينة منذ أكثر من عام.

وأرجعت الشبكة الطبية في بيان لها، الكارثة الإنسانية إلى القصف المباشر لمستودعات تغذية الأطفال، وتصاعد حالات الجوع ونفاد الإمدادات الطبية الأساسية، وسط تجاهل دولي مستمر لمعاناة المدنيين في دارفور، لا سيما الأطفال والنساء.

وأعربت الشبكة الطبية عن أسفها الشديد لما وصفته بـ"تواطؤ المجتمع الدولي" مع مأساة الفاشر، مؤكدة أن الأطفال في شمال دارفور "يموتون بصمت" بسبب انعدام الغذاء وندرة الدواء، فضلًا عن الارتفاع الحاد في الأسعار داخل المدينة وفي المخيمات المحيطة بها، والتي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين منذ اندلاع الحرب.

واتهم البيان الجهات الفاعلة دوليًا وإقليميًا بـ"التغافل المتعمد" عن الأزمة المستمرة في دارفور، مشيرًا إلى أن المدنيين يواجهون الحصار والقصف اليومي دون أية ضمانات إنسانية أو ممرات آمنة تتيح إدخال المساعدات.

فتح ممرات إنسانية

أطلقت الشبكة نداءً إنسانيًا عاجلًا دعت فيه المنظمات الإغاثية، وهيئات الأمم المتحدة، إلى الضغط المباشر على قوات الدعم السريع من أجل القبول بالهدنة الإنسانية المقترحة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، وفتح شرايين حياة عاجلة لإيصال الغذاء والمستلزمات الطبية.

وطالبت الشبكة بضرورة رفع الحصار عن مدينة الفاشر فورًا، والسماح للفرق الطبية والإغاثية بالوصول إلى المدنيين المحاصرين، الذين يواجهون خطر المجاعة، وسط انهيار شبه تام للقطاع الصحي في المدينة وغياب القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة.

وتُعد مدينة الفاشر واحدة من أبرز المدن المتضررة من الحرب الدائرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي اندلعت في أبريل 2023 وامتدت إلى ولايات دارفور الخمس، مخلفةً مئات الآلاف من القتلى والمشردين.

تدهور الوضع الإنساني

منذ يونيو 2024، تخضع المدينة لحصار خانق من قبل قوات الدعم السريع، حيث أُغلقت الطرق المؤدية إليها، ودُمّرت غالبية المرافق الصحية، كما تعرضت مخازن برنامج الغذاء العالمي واليونيسف للقصف، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني إلى مستويات غير مسبوقة.

ويواجه الأطفال في دارفور، خاصة في المناطق المحاصرة، مستويات كارثية من الجوع حسب تقارير أممية، وسط غياب شبه كامل لأي استجابة طارئة، مما يجعل الأزمة مرشحة لمزيد من التفاقم في ظل استمرار القتال وتراجع الاهتمام الدولي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية