تقديرات أممية.. الحرب الأوكرانية تسببت في أكبر أزمة لجوء بأوروبا منذ 85 عاماً
تقديرات أممية.. الحرب الأوكرانية تسببت في أكبر أزمة لجوء بأوروبا منذ 85 عاماً
دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الحادي والأربعين، في وقت تتعمق فيه الأزمات الإنسانية والاقتصادية الناجمة عن هذا النزاع الذي لم يبدد زخمه رغم مضي أكثر من ثلاث سنوات على اندلاعه، وسط تحذيرات متصاعدة من منظمات دولية بشأن تصاعد أزمة اللاجئين وتراجع اهتمام العالم بها.
وانبثقت من الحرب الروسية - الأوكرانية، التي بدأت في فبراير من عام 2022، أزمة لجوء تُعد الأكبر في أوروبا منذ عام 1940، وفق الأمم المتحدة، حيث تُقدر أعداد اللاجئين الأوكرانيين بنحو 5.6 مليون شخص يعيشون في الخارج، في حين بلغ عدد النازحين داخل البلاد نحو 3.8 - 3.9 مليون نسمة.
وتشير التقديرات الأممية إلى وصول أكثر من 10.6 مليون شخص (أي نحو ربع السكان الأوكرانيين) إلى مرحلة النزوح بين الداخل والخارج، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز"، اليوم الأحد.
وكشفت تقارير سابقة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أن 14 مليون شخص شهدوا تشرداً داخلياً أو خارجياً منذ بدء الحرب، منهم 6.5 مليون نازح داخلي و6.9 مليون لاجئ.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن ما يقارب 12.7 مليون شخص في حاجة عاجلة للمساعدة داخل أوكرانيا و2.2 مليون في دول الجوار، وتواجه الأسر ظروفًا مدمرة جراء تدمير المنازل والبنية التحتية، خاصة في الشتاء.
تراجع الدعم يفاقم الأزمة
سلطت مديرة المنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، الضوء على أن خفض المساعدات الأمريكية والأوروبية أثر سلبًا في استجابة الأزمة، مشيرة إلى فجوة تمويلية وصلت إلى مليار دولار خلال العام الجاري.
ووفق بوب، توقف إنجاز المشاريع المفترض أن تدعم النازحين سيؤدي إلى موجات نزوح جديدة، وتعقّد جهود العودة والإعمار.
وتسعى مفوضية الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية لتقديم مساعدات عاجلة تشمل الغذاء والمأوى والتعليم والدعم النفسي لما يزيد على 14.6 مليون شخص داخل البلاد.
وجعلت المنظمة الدولية للهجرة من تسهيل العودة الطوعية آلية رئيسية؛ فقد عاد نحو 4.2 مليون شخص داخل البلاد، منهم حوالي 25% من اللاجئين العائدين من الخارج.
ويعاني 24% من النازحين داخليًا من البطالة، مقارنة بـ13% ممن نزحوا منذ أكثر من سنة، في حين يقل متوسط التوظيف مقارنة بفترة ما قبل الحرب.
السلام يضع حدّاً للنزوح
شددت مديرة المنظمة الدولية للهجرة على أن السلام وحده سيضع حدّاً للنزوح المستمر والمطالب التمويلية اللانهائية، في توازن دقيق بين الاحتياجات الأمنية والتنمية.
وقالت إن استمرار الدعم المالي والمساعدات الموجهة للعودة والإعمار المرتبط بإحلال السلام سيشكل مفتاح الحل، والبدء في تخفيف معاناة الملايين الذين حُرموا من منازلهم وحياتهم الطبيعية منذ 41 شهرًا.
عملية عسكرية خاصة
اندلعت الحرب في فبراير 2022، حين أطلقت موسكو ما وصفته بـ"عملية عسكرية خاصة" في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، بدعوى حماية السكان الناطقين بالروسية، ورفض اقتراب أوكرانيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، غير أن العمليات سرعان ما اتسعت لتشمل معظم الأراضي الأوكرانية، بما فيها العاصمة كييف، لتتحول إلى نزاع عسكري شامل، أعاد إلى أوروبا أجواء الحروب الواسعة النطاق لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
واستندت روسيا في تبريرها للهجوم إلى ما وصفته بـ"تهديدات أمنية" ناجمة عن توسع الناتو شرقًا، فضلًا عن مزاعم تتعلق بـ"الإبادة الجماعية" في دونباس، فيما عدّ الغرب الهجوم الروسي يمثل عدوانًا سافرًا على السيادة الأوكرانية وانتهاكًا للقانون الدولي.