مع انخفاض عدد الزيجات.. أزمة غير مسبوقة تضرب قاعات الأعراس بطهران

مع انخفاض عدد الزيجات.. أزمة غير مسبوقة تضرب قاعات الأعراس بطهران
قاعة أعراس في طهران - أرشيف

كشفت صحيفة "شرق" الإيرانية أزمة غير مسبوقة تضرب قطاع قاعات الأعراس والاحتفالات في العاصمة طهران، بعدما سجلت العديد من القاعات عزوفاً شبه كامل عن تنظيم حفلات الزفاف، لدرجة أن بعضها لم يتلقَّ أي حجز حتى شهر أكتوبر المقبل. 

وأكدت الصحيفة الإيرانية، السبت، أن ما بين 50 و70 في المائة من هذه القاعات أُغلق خلال العام الأخير، في مشهد يعكس تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وأوضحت أن القاعات التي كانت تحتضن عشرات المناسبات أسبوعياً، لم تعد تستقبل سوى أربع أو خمس حفلات في الشهر. 

وتشير بيانات منظمة الأحوال المدنية الإيرانية إلى تسجيل 274 ألف حالة زواج فقط خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الإيراني الحالي، مقابل أكثر من 108 آلاف حالة طلاق في الفترة نفسها. 

وانخفض عدد الزيجات خلال العقد الأخير بنسبة تقارب 46 في المائة، في ظل عجز الكثير من الشباب عن تحمّل تكاليف حفلات الزفاف الكبيرة.

الأزمة الاقتصادية تغير العادات

وبيّنت الصحيفة أن معظم المناسبات تحولت إلى تجمعات عائلية صغيرة أو أُقيمت في حدائق ومزارع أقل تكلفة. 

وأكدت عرائس مثل "سهیلا" و"زهرا" أن الضغوط الاقتصادية أجبرتهن على إلغاء حفلات كبيرة كنّ يحلمن بها، في حين انعكس التراجع على القطاعات المساندة مثل شركات التموين والمصورين والموسيقيين. 

وقال مدير إحدى القاعات، جواد فرجي، إن "قاعة تسع ألف شخص لم يعد يحضرها سوى 25 ضيفاً في بعض المناسبات"، مؤكداً أن الكثير من العاملين، خصوصاً النساء المعيلات، فقدوا وظائفهم.

كورونا والحرب الأخيرة

ورأى أصحاب القاعات أن وباء "كورونا" كان الشرارة الأولى لانهيار القطاع، لتأتي الحرب الأخيرة والأزمة الاقتصادية المتصاعدة فتضاعف الأزمة. 

وأوضح حسين تبريزي، أحد أقدم مالكي القاعات، أن أسعار المواد الغذائية تضاعفت بشكل لافت -ارتفع سعر الدجاج من 70 ألفاً إلى 140 ألف تومان- ما أجبر الأزواج على تقليص قوائم الطعام وإلغاء بعض الفقرات، مشيراً إلى أنه اضطر لإغلاق إحدى قاعاته وتحويلها إلى نادٍ رياضي. 

وأكد مجيد صمدي، مدير قاعة أخرى، أن نشاط القاعات تراجع بنسبة 50% بعد "كورونا"، مشدداً على أن الوضع الحالي "أسوأ بكثير" وأن كثيراً من القاعات باتت على شفا الإفلاس.

وطالب رئيس اتحاد قاعات الاحتفالات في طهران، بيجن عبد اللهي، بضرورة تخفيف القيود القانونية مثل حظر الموسيقى الحية، مشيراً إلى أن تكلفة حضور الضيف الواحد باتت تتراوح بين 700 و800 ألف تومان، وهو مبلغ يفوق قدرة غالبية العائلات. وأضاف: "القاعات دخلت في غيبوبة منذ كورونا، ولم تنهض حتى الآن".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية