اليونيسف: أطفال فلسطين يموتون جوعاً وآخرون تحت الأنقاض

اليونيسف: أطفال فلسطين يموتون جوعاً وآخرون تحت الأنقاض
فعالية رفيعة المستوى في الأمم المتحدة بشأن غزة والضفة

في قاعة الأمم المتحدة المزدحمة، ارتسمت صورة واحدة لم تفارق الحضور: وجه الطفلة أمل التي التُقطت صورتها في الأيام الأولى للحرب على غزة قبل عامين، كانت يومها في السابعة من عمرها، واليوم لا أحد يعرف مصيرها. بهذه الصورة.

ومع كلمات موجعة قالها نائب المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف تيد شيبان، تجسدت مأساة الأطفال الفلسطينيين خلال فعالية رفيعة المستوى حملت عنوان "نداء إلى العمل من أجل الأطفال الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".

الفعالية التي نظمها كل من الأردن وبلجيكا والاتحاد الأوروبي الأربعاء شهدت مشاركة مسؤولين أمميين، لكن الكلمة الأولى جاءت من طفلين فلسطينيين، ياسمين (15 عاماً) وعمر (16 عاماً)، تحدثا عبر فيديو بأسماء وصور محجوبة خوفاً من الانتقام، أصواتهما فتحت الباب أمام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ليدعو الحضور إلى دقيقة صمت من أجل الأطفال الفلسطينيين الذين يواجهون الجوع والدمار وفقدان أحلامهم، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

نداء عاجل للحياة

شيبان أكد أن الدعوة ليست مجرد كلمات، بل مطلب لوقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الانتهاكات في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن، لكنه شدد على أن "الأهم هو أن يستعيد الأطفال إحساسهم بالمستقبل وأن تُحترم حقوقهم". وأضاف: "كل يوم يتأخر فيه وقف إطلاق النار يموت 28 طفلاً، أي ما يعادل فصلاً دراسياً كاملاً".

تجربة شيبان في غزة كشفت له وجهاً آخر للمأساة، فمنهم أحمد، الطفل الذي كان ينتظر الحصول على بعض الغذاء مع شقيقته سمر، قبل أن تُقتل في غارة جوية، في حين نجا هو بجروح ستبقى ندوبها معه إلى الأبد.

وفي الضفة الغربية، وثق شيبان معاناة 30 ألف طفل نازح، و233 آخرين قتلوا منذ عام 2023، وأكد أن الأطفال هناك أيضاً لا يعيشون شعور العودة إلى حياة طبيعية، حيث المدرسة واللعب والبيت.

رغم الألم.. بارقة أمل

ورغم المشهد القاتم، تواصل فرق اليونيسف جهودها، فقد تمكنت من إدخال مواد تغذوية إلى 120 عيادة، وتأمين اللقاحات للأطفال، وإصلاح شبكات المياه، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وقال شيبان: "كل يوم يحدث أبطال اليونيسف فارقاً"، وجدد الدعوة لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات دون عوائق.

منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، يواجه الأطفال الفلسطينيون أوضاعاً إنسانية غير مسبوقة، حيث تعيش الغالبية تحت حصار شديد، مع نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.

ووفق تقارير الأمم المتحدة، يشكل الأطفال أكثر من نصف سكان القطاع، ما يجعلهم الفئة الأكثر تضرراً من تداعيات العنف المستمر، أما في الضفة الغربية، فتتضاعف المعاناة بفعل النزوح والقيود المفروضة على الحركة وبناء المستوطنات، والوضع برمته يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية ملحة لترجمة النداءات إلى خطوات عملية توقف نزيف الطفولة الفلسطينية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية