رئيس الوزراء الماليزي يدعو الشعب إلى ترسيخ الوحدة ونبذ الكراهية
رئيس الوزراء الماليزي يدعو الشعب إلى ترسيخ الوحدة ونبذ الكراهية
حثّ رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، اليوم الأربعاء، أبناء بلاده على تعزيز تصميمهم الجماعي لرفض خطاب الكراهية ونشر قيم التعاطف والاحترام، مؤكداً أن قوة ماليزيا الحقيقية تنبع من وحدتها القائمة على التنوع العرقي والديني والثقافي.
وجاءت هذه الدعوة بالتزامن مع تقديمه التهاني للمسيحيين بمناسبة عيد الميلاد، في رسالة شدد فيها على أن التعايش المشترك يشكّل ركيزة أساسية لمستقبل البلاد واستقرارها.
وأوضح أنور إبراهيم، في تصريحاته التي نقلتها صحيفة نيو ستريتس تايمز الماليزية، أن الوحدة الحقيقية لا تقتصر على الشعارات، بل تتجسد عملياً عندما يحترم الناس بعضهم بعضاً، ويحمي كل مكوّن حقوق الآخر، ويمنح الجميع مساحة متساوية للمشاركة في بناء مستقبل الدولة، مؤكدا أن هذه القيم تمثل جوهر التجربة الماليزية التي قامت تاريخياً على التعدد والتنوع.
الوحدة في زمن الأزمات
لفت رئيس الوزراء إلى أن العالم يمرّ بمرحلة مضطربة تتسم بحالة من عدم اليقين الاقتصادي، إلى جانب تصاعد الصراعات الإنسانية والانقسامات الاجتماعية في عدد من الدول، معتبراً أن هذه التحديات تفرض على المجتمعات التمسك أكثر بالحوار والتفاهم بدل الانغلاق والتوتر.
وأشار إلى أن ماليزيا اختارت، وسط هذه التحولات، طريق الوحدة والتعايش والاحترام المتبادل كأساس لبناء الدولة وتعزيز تماسكها الداخلي.
وأكد أنور إبراهيم أن الحفاظ على السلم المجتمعي يتطلب جهداً مشتركاً من الحكومة والمجتمع، يقوم على نبذ التعصب الديني والعرقي، وتعزيز ثقافة القبول بالآخر، لا سيما في المناسبات الدينية التي تمثل فرصة لتقريب المسافات بين مختلف مكونات المجتمع.
خلفية اجتماعية وسياسية
تُعد ماليزيا واحدة من أكثر دول جنوب شرق آسيا تنوعاً من حيث الأعراق والأديان، إذ تضم أغلبية مسلمة إلى جانب أقليات مسيحية وبوذية وهندوسية، وقد شكّل هذا التنوع في أحيان كثيرة تحدياً سياسياً واجتماعياً، لكنه في الوقت ذاته كان مصدر ثراء ثقافي واقتصادي.
وخلال السنوات الأخيرة، واجهت البلاد نقاشات داخلية حول الهوية والوحدة الوطنية، ما جعل خطاب القيادة السياسية يركز على تعزيز الانسجام المجتمعي وتخفيف حدة الاستقطاب.
واختتم أنور إبراهيم رسالته بالتأكيد أن الأعياد الدينية، وفي مقدمتها عيد الميلاد، تمثل فرصة لإعادة التأكيد على القيم الإنسانية المشتركة، مشدداً على أن مستقبل ماليزيا يعتمد على قدرة أبنائها على تحويل التنوع إلى مصدر قوة، وليس سبباً للانقسام.










