نساء العرب| اليمنية العائدة من الموت.. قاهرة سجن الحوثيين وسجانهم "1"

نساء العرب| اليمنية العائدة من الموت.. قاهرة سجن الحوثيين وسجانهم "1"

الناشطة اليمنية العائدة من الموت.. طعنت وخلعت أظافرها وانتهكت كما لو كانت بسجن "أبو غريب"

أجبر أطفالها على التجنيد في صفوف مليشيات الحوثي وهي في السجن دون علمها 

بسبب اعتقالها.. أصيب والدها بجلطة تسببت له بشلل نصفي، وحاولت ابنتها ذات الـ12 ربيعاً الانتحار

الناشطة اليمنية: أسرد قصتي وقصة كل يمنية انتهكت إنسانيتها، فتحرير المرأة فريضة يأثم تاركها 

الأهالي حولوا ابنتهم من ضحية إلى جانية، رغم اعتقالها في قضايا سياسية لا قضية شرف

لا شيء يؤلم كدموع القهر، لقد تركوا لها وجعًا يكفيها سبعون عامًا، أي كرم هذا. ذاك ما ردده ذهنها عليها لحظات الاستفاقة ذات إغماءة تعذيب في معتقلات الحوثيين: هل لازلت على قيد الحياة أم أنني متت وأنا الآن في القبر يحاسبني الملكين؟

سونيا صالح، ناشطة حقوقية يمنية وأم لأربعة أبناء، عانت في سجون مليشيات الحوثي أكثر من عام، 4 أشهر منها في معتقل سري حيث لا تعلم ولا يعلم أهلها أين كانت.

وحيدة بوجه الطغيان، يمارسون عليها كل ما يشتهونه من ألوان الانتهاكات النفسية والجسدية، تطعن وتخلع أظافرها كما لو كانت بسجن "أبو غريب"، فرع الحوثيين.

ظلم أتموه بإجبار طفليها -أحدهما 6 سنوات والأكبر 10 سنوات- على التجنيد والقتال في صفوف الحوثيين دون علمها، لتتشتت الأسرة وتقوم ابنتها ذات الـ12 ربيعًا بإشعال النار في نفسها، ثم تأتي المتمة بإصابة والدها بجلطة تسبب له شللا نصفيا.

انتهكوا إنسانيتها وهي اليمنية، بخلاف المتعارف عليه والمشهور في مختلف مراحل اليمن التاريخية، بأن الصراعات تنأى بالنساء والأطفال عن تبعات الحروب والنزاعات المتتالية، إلا أن مليشيات الحوثي اليوم في البلد الفقير، ارتكبت انتهاكات إنسانية طالت النساء على نحو صادم وغير مسبوق، بحسب تقارير دولية. 

ومع استمرار الحرب بين المليشيات الحوثية من جهة والحكومة الشرعية من جهة أخرى، اتخذ الصراع أبعادًا ذات امتدادات اجتماعية، استخدمت من الاعتداء الجنسي والابتزاز، وسيلة لتحقيق أهداف سياسية دون النظر لكوارث اجتماعية تؤذي النساء حد قتلهن، فضلاً عن عمليات الخطف وتلفيق التهم الأخلاقية.

في مقبرة السجن الاحتياطي، اختنقت أنفاس سونيا بأكوام من النساء، متكتلات حولها في مساحة صغيرة يزيد عددهن على 1200 امرأة، يتشاركن التهم نفسها والظلم ذاته، قبل ترحيلها إلى السجن المركزي في صنعاء.

العائدة من الموت.. ليست حالة استثنائية، هي رمز لمئات مثلها، فقد اعتقلت مليشيا الحوثي 1714 يمنية خلال الفترة من 2014 وحتى 2022، وفقًا لبيانات الدورة الـ50 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.

"جسور بوست"، زارت الناشطة اليمنية العائدة من الموت أياما في منزلها بعد فرارها إلى مصر، تحاورها وتنقل تجربتها، ضمن سلسلة "نساء العرب"، التي يقدمها الموقع.. فإلى نص الحوار: 

Aucune description disponible.

بداية.. من أنتِ وماذا درستِ وما عملكِ؟

أولًا وقبل أي شيء أرغب في توضيح أمر، لقد تمردتُ على عاداتي وتقاليدي كي أتعلم مثلما الرجال، وتمردت عليها كي أعمل كما الرجال، وما زلت أتمرد وأسرد قصتي وقصة كل يمنية انتهكت إنسانيتها وسلبت حقوقها، وزج بأطفالها في المعارك يقتلون ويشوهون، فتحرير المرأة من القهر واليأس فريضة يأثم تاركها وحق أبدي ولا منازع.

أنا سونيا صالح، من محافظة إب اليمنية، مواليد 1990، لدي 4 أبناء، تم اعتقالي من قِبل الحوثيين في شهر يونيو من عام 2019، قضيت بسجونهم سنة كاملة، ناشطة حقوقية ورئيسة منظمة "رغم الصعاب".

درست المرحلة الابتدائية في قرية خُبان في إب، ولأن خدمات القرى من نقل ومدارس معدومة، قضيت المراحل التالية في مدينة جريم، ثم انتقلت إلى صنعاء للالتحاق بالجامعة، وحصلت على ليسانس الآداب، وليسانس العلوم السياسية، أتممت المرحلة الجامعية بصعوبة، فالتعليم في بلادي للرجال فقط. 

لقد كان وعي المجتمع بتعليم الفتيات، حبيس أفكار قبلية تقتضي جلوسهن في المنازل وإلا طالت سمعتهن الأذى، ولذا لم تواصل الدراسة من فتيات قريتي سواي، شجعني والدي ومدرس مصري زرع برأسي أني سأكون طبيبة، وهنا قررت التمرد على القيود وأتممت دراستي.

كيف اعتقلتِ وما أثر ذلك عليكِ وعلى المحيطين بكِ؟

كان اختطافًا، تم اختطافي فجأة وأنا ذاهبة إلى عملي بعدما أوصلت أبنائي إلى النادي، وقفت بسيارتي في محطة بنزين فهاجمتني مجموعة مسلحة كانت تترصد لي واختطفوني، منعوني حتى من التواصل مع أسرتي وإعلامهم بالأمر أو أن أطلب من أحدهم إحضار الأطفال من النادي، علمت بعد خروجي أن أهلي بحثوا عني في المستشفيات وأقسام الشرطة لمدة 4 أشهر، بلا نتيجة.

وكان نتيجة ذلك أن أصيب والدي بجلطة، وإلى الآن ما زال يعاني من شلل نصفي، وكادت أمي أن تحصله بعدما أعياها التفكير ورقدت مريضة لفترة، كما عانى أولادي معاناة خاصة.

حينما اختطفت، لم أفكر في التعذيب بقدر ما أرهقني التفكير فيمن سيذهب إلى النادي لأخذ أولادي، وكيف أنهم سيرتعبون حينما يمر الوقت ولا أعود إليهم، ماذا سيظنون، هل تخليت عنهم ولماذا، لقد كانوا صغارًا لقد هزمني الخوف عليهم وتلاعبت بي الأفكار، وكانت أكثر قسوة من سوط الجلاد، الذي بسببه لم أكن أعلم أنحن بالليل أم بالنهار، كانت أمنيتي الوحيدة فقط، التأكد من أن أولادي بخير.

كنت حينما أغلق عيني أجد خيالات، أرى أولادي بجواري يبكون، وحينما أفتحها تذهب الخيالات وتهاجمني نوبات البكاء والصراخ، تستمر لساعات ثم أستفيق على صوت المعذبات من السجينات على قيد النضال ضد الديكتاتورية، يبكين بجواري.

Aucune description disponible.

كنت أستمع إلى إحداهن تردد: يا بلادي نحن راهنّا على خير رجالك وتبكي، وأحيانًا تحكي عن أولادها، وأحيانًا تحكي ثم تضحك، كانت قصتها مؤلمة ظلت حبيسة مقبرة الحوثيين لست سنوات مضت وما زالت في السجن ولا يعلم أهلها عنها شيئا وكذلك هي.

الخطأ كان من الأهالي الذين اعتبروا أن المرأة عورة وعار لمجرد اعتقالها، حولوها من ضحية إلى جانية رغم اعتقالها في قضايا سياسية لا قضايا شرف، لقد أعطوا الحوثي مساحة أكبر في إذلال النساء لأنه يعلم جيدًا أن المجتمع سيلتزم الصمت خشية العار، لدرجة أن بعض الفتيات عند خروجهن من المعتقل كان أهاليهن بانتظارهن أمام السجون، وفور رؤيتهن قاموا بضربهن بالرصاص.

كان علي ابني يسير في الشوارع حاملًا صورتي يسأل المارة عني، كان وقتها عمره أقل من 11 سنة وهو يبكي.

لماذا تم اعتقالكِ، وما الخطر الذي كنتِ تمثلينه على مليشيات الحوثي؟

تم اعتقالي لأسباب كثيرة، أولًا، مأساتي كانت بسبب تأسيسي منظمة حقوقية للدفاع عن اليمنيات ومساندة اليمن، بدأ الأمر منذ عام 2011، وهو عام بدأت فيه اليمن للانجرار لما آلت إليه الآن من وضع مأساوي، كنت ومعي مجموعة من صديقاتي جامعيات عاطلات عن العمل مهتمات بوضع المرأة اليمنية، يسعين إلى تقديم شيء لهذا المجتمع.

قمنا بإعلان مؤسسة "رغم الصعاب"، لعمل مبادرات لنهضة المرأة وتدشين حملات لمساندة المجتمع في محنته، وبالفعل قدمنا خدمات ومساندات كثيرة للأسر اليمنية بالتعاون مع الأمم المتحدة، كان يستولي عليها الحوثيون ويبيعونها للمواطنين بأسعار مرتفعة، ووثقت ذلك بفيديوهات وصور، وأنشأنا حسابات لنا على السوشيال ميديا، كان لها صدى واسع وتأثير لدى المجتمع اليمني وقمنا برفع تلك الفيديوهات لفضح الحوثي.

وكان أيضًا من أسباب سجني، أنني خرجت في ثورة ديسمبر في أربعين علي عبدالله صالح أطالب بجثة الزعيم، وكذلك في ثورة لجياع أطالب بإعطاء الشعب رواتب، تم اعتقالي 3 مرات قبل الاعتقال الأكبر، ولكني خرجت حينها بضمانة، حيث كنت أسجن لمدة 3 أيام فقط.

وفي عام 2019، انتقدت الحوثيين عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حينها لُفقت لي تهم توصلني إلى حبل المشنقة، وهي الخيانة العظمي وإرهاب دولة والتعاون مع العدوان كما يسمونه، وعلاقاتي مع علي عبد صالح، والإمارات، وأنا بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب مما لفق لي، جميعها كيدي.

كم قضيتِ داخل معتقلات الحوثيين، وما الاتهامات التي وجهت لكِ حينها؟

لقد دخلت السجن وشعري أسود كالليل، وخرجت منه وهو أبيض كالنهار، كنت فقدت الأمل في رؤية أولادي وأمي، فقدت الأمل في رؤية الشوارع والعيش مرة أخرى.

سجنت في معتقلات الحوثيين عاما كاملا، وعانيت كثيرًا حتى بعد الخروج من السجن، لمدة 3 أشهر أعالج نفسيًا وجسديًا، أرتعد ولديَّ هاجس أنهم سيعاودون اعتقالي.

Aucune description disponible.

حدثينا أكثر عن تجربة السجن، كيف كانت؟

اعتقلت في شهر رمضان، قبل العيد بثلاثة أيام، وكانت حالتي الصحية متردية زادها تعذيبي وقضائي مدة طويلة مكتوفة الأيدي والأرجل، بدأ تعذيبي بربطي في جدار، يدي مرفوعة ومثبتة لأعلى بقدم متورمة وقوى منهارة، ثم ضربت وفقدت الوعي، ولم أفق إلا بعدها بـ48 ساعة كما قيل لي، كان مر على دخولي السجن 4 أشهر ولم يكن يعلم أحد أين أنا ولا ماذا يحدث معي، وكذلك أنا.

علمت بعد خروجي أن ثمة شيوخ قبائل توسطوا لي عند الحوثيين لمعرفة أي معلومات عني -منهم الشيخ يحيى القاسمي- دون فائدة، وبعد مثولي للشفاء حولت إلى السجن المركزي.

وفي السجن طلب المحامي عرضي على الطب الشرعي، وكانوا يراوغون ويرفضون حتى تخف آثار التعذيب أو تختفي، حتى صدر قرار من النائب العام بتحويلي إلى الطب الشرعي، وأظهر التقرير تعرضي للتعذيب بأدوات حادة حديدية، وخلع أظافر قدمي، وعمل فتحة ببطني وظهري قطر كل منهما 5 سنتيمترات، وإصابات متفرقة في الجسد.

لم ينصفني تقرير الطب الشرعي، حيث إنه لم يعرض ما تعرضت له بشكل كامل.

Aucune description disponible.

كيف استطعتِ الخروج من السجن وسط تلك الاتهامات؟

بعد عام من دخولي السجن، تزامن إصدار تقرير الطب الشرعي مع وساطة العديد من شيوخ القبائل، خرجت من السجل بضمانة أخذت شهرين، وتم استنزاف أهلي ماديًا بدفع 20 مليونا للحوثيين، كذلك وقعت على ضمانات لئلا أمارس عملي أو أخرج من المنزل، على أن أمثل أمامهم في أي لحظة يريدون أخذي سواء كنت في الشارع أو في البيت.

ماذا بعد خروجكِ من السجن؟

هربت إلى عدن، ومنها إلى القاهرة، وحيدة مع أولادي الأربعة أبحث عن حياة كريمة، بعدما أصبحت اليمن مقبرة لليمنيين، تحكم اليمن الآن مليشيات مسلحة، وسجن كبير يحكمه الخارجون على القانون.

يمارس الحوثي وبشكل ممنهج اعتقال النساء اليمنيات، ويفعل ذلك ويشجعه خوف المرأة اليمنية من الحديث والشكوى ورفع مظلمتها بأي وسيلة. 

للمرأة في اليمن وضع خاص فرضته الحياة القبلية من جلبها للأهل والعشيرة العار إذا أدخلت السجن حتى لو كانت ضحية، كيف أثر ذلك على حياتك؟

أثرت على حياتي وأهلي وأطفالي بشكل سلبي، لقد ارتكبت جريمة في حقي وحق أبنائي، لقد حاولت ابنتي ذات الاثني عشر ربيعًا الانتحار، ورشت على جسدها الكيروسين، لولا تدخل أختي في الوقت المناسب، لكن آثار الحروق باقية على جسدها كوصم يذكرها كل حين بمعاناة سببها الحوثي، كذلك حلقت رأسها تضامنًا معي.

أما ابنتي الصغرى فكانت تعاني من أمراض القلب، وكنت قبل دخولي السجن أجريت لها جراحة قلب مفتوح، وأنا بداخله تعرضت لأزمات صحية خطيرة كادت تؤدي بحياتها، وبعد خروجي مباشرة قمت بعمل عملية قسطرة للقلب لإنقاذ حياتها التي بدت أنها على المحك حينها، وبدلًا من مشاركتها في مباريات رياضية تشترك فيها سنويًا مع زملائها، تحتم بقاؤها حبيسة الفراش.

أجبروا أبنائي الذكور على التجنيد وحمل السلاح والمشاركة في الحرب، وهم مجرد أطفال.

لقد تأثر جميع أبنائي الأربعة كثيرًا، حتى أصغرهم ذو الستة أعوام، خاصة أن زيارتي داخل السجن كانت ممنوعة، وحينما سمحوا بالزيارة وقبل خروجي بثلاثة أشهر، جاء ابني مع عائلتي وفي نهاية الزيارة تمسك برقبتي وانهار بالبكاء وانهرت معه، ومن شدة الموقف سمح لي السجان بترك ابني معي وبالفعل لازمني بالسجن مدة 3 أشهر، عانى معي وترك أثرًا في نفسه، لكن الأثر الذي كان سيعانيه بدوني أكبر.

كان لحضور صغيري أثر إيجابي عليَّ، فلأول مرة أستطيع النوم بعد أرق قرابة عام، كنت آخذه في حضني وأبكي ثم أنام، لقد كنت في حالة انهيار دائمة من البكاء، وأصابني الجنون.

حدثينا أكثر عن تجنيد مليشيات الحوثيين لأطفالكِ، وماذا فعلتِ لإنقاذهم؟

الحوثيون أخذوا أولادي الاثنين، علي 10 سنوات وطارق 6 سنوات، إلى جامع الصالح التابع لهم لإعطائهم دورات تثقيفية، ولتدريبهم على استخدام السلاح والقنابل، وكان التدريب يقسم إلى مراحل يرتقي فيها الطفل، وفي وصوله إلى المرحلة السادسة ينضم إلى صفوف المقاتلين الحوثيين، ووصل ابني الأكبر إلى المرحلة الرابعة، وكاد أن ينضم إلى جبهات القتال في الجبال، لولا أن خرجت من السجن وانتزعت أبنائي من مخالب الحوثيين انتزاعًا.

والحالات المشابهة كثيرة، كانت معي في السجن امرأة من تعز تدعى "نشوان" قضيتها مؤلمة، غيبوها في السجون السرية مدة عام وشهرين، ثم نقلت إلى السجن المركزي ومعها ابنتها الرضيعة، أما ابنها ذو الأربعة عشر عامًا فقد أخذه الحوثيون جبرًا إلى جامع الصالح، دربوه على القتال ثم ألقوا به في ساحات المعارك.

لقد استيقظت ذات يوم على زغاريد، ورأيت نسوة تتوسطهن "نشوان" يضعن على رأسها الورود للحظات، ظننت أنها سيتم إطلاق سراحها صرخت فرحًا، فصححن لي مشاعري وأخبرنني أن ابنها قتل في مأرب في قتال مع جماعة الحوثي.

لقد ذهب عقلها، كانت تصرخ يوميًا وتردد: "الأمل اللي عايزه أخرج علشانه أخدوه، وحيدي مات".

كنت أشعر بالقهر، بيني وبين الجنون خطوات من شدة خوفي على أبنائي وهم تحت يد الحوثي، يفعل بهم مثلما فعل بابن "نشوان"، سحبوا الأقلام من أيديهم وأخرجوهم من المدارس وزجوا بهم في مراكز تدريبهم استعدادا لخوضهم الحرب بدلا عنهم، وهكذا مئات الأطفال بل آلاف منهم، أهدر دمهم بعدما سجنت أمهاتهم وقتل آباؤهم، ما حدث للأطفال جرائم، الأمر مثبت صدرت فيه تقارير للأمم المتحدة، ووصفتهم بالإرهابيين، ما حدث معي نموذج لـ1200 امرأة كن معي في السجن، والعدد كان في زيادة.

Aucune description disponible.

وما دور السجينات في تخطي ذلك الألم، هل حظيتِ بمساندة إحداهن؟

نعم، كان لكثيرات منهن دور بارز في تخفيف المعاناة، وهكذا كانت السجينات بعضهن البعض، حيث تساعد الأقدم المستجدات، منهن أنهار السيد وآيات الزمجان، وأسماء ماطر المحكوم عليها بالإعدام، وقفن بجانبي مواقف مؤثرة، منها رفعهن شكوى لمدير مكتب السجن "يحيى القاعدي"، لمنعه الزيارة عني، وبفضلهن سمح لي بالزيارة، وكانت أول مرة أرى فيها أبنائي بعد سجني بأربعة أشهر، وبدلًا من أن تنتابهم مشاعر الفرح، صُدم أولادي لمظهر جسمي وتعذيبي وبكوا وبكى كل الحضور.

اعتاد أبنائي رؤيتي أشارك في الأعمال المدنية والخيرية قوية، لكن رؤيتهم لي بهذا الأمر كانت مريرة كسرت أهلي وخاصة إخواني الشباب.

Aucune description disponible.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية