"اليونيسيف": ثلثا السوريين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية

"اليونيسيف": ثلثا السوريين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أن ثلثي السوريين في حاجة ماسة إلى المساعدات، بسبب الأزمة الاقتصادية ودمار البنية التحتية، لافتة إلى أن 50% من الأسر السورية تعاني من انعدام الأمن الغذائي وسط ارتفاع معدلات الأطفال واستغلالهم وانهيار النظامين الطبي والتعليمي. 

ووصفت "اليونيسف"، وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية، اليوم الثلاثاء، واقع المجتمع السوري بـ"المؤلم" خصوصا بالنسبة للنساء والأطفال، الذين وجدوا أنفسهم غارقين في أعقد حالات الطوارئ في العالم.

وكانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، فيونوالا ني أولين، قالت في بيان صادر عن الأمم المتحدة الجمعة 21 يوليو، إن فصل الأمهات عن أطفالهن في مخيمات شمال شرقي سوريا انتهاك واضح للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ويتعارض مع حقوق الطفل.

وأضافت أولين في ختام زيارة أجرتها إلى سوريا، استمرت ستة أيام، إن الاحتجاز الجماعي للأطفال بناء على صلاتهم وصلات أولياء أمورهم السابقة المزعومة بتنظيم " داعش" الإرهابي إلى أجل غير مسمى ودون إجراءات قانونية ينتهك القانون الدولي ويجب إيقافه على الفور. 

وأوضحت أولين أن “جميع الأطفال الذين قابلتهم في هذه المخيمات مصابون بصدمة نفسية بسبب الانفصال عن أمهاتهم، والذي غالبًا ما يتم بشكل عنيف"، معربة عن انزعاجها الشديد من وجود عدد كبير من الأولاد الصغار في سجون الذكور البالغين، وسط غياب الخطط لهؤلاء الصبية عند وصولهم لسن الرشد، وفق قولها.

ووفق المقررة، تتحمل دول الرعايا التي تهيئ الظروف لاحتجاز الأطفال بشكل تعسفي وجماعي أيضًا مسؤولية قانونية عن انتهاكات حقوق الإنسان بموجب القانون الدولي، مشيرة إلى أن "ظروف الاعتقال القاسية لجميع الفئات، بما في ذلك الرجال والنساء وخاصة الأطفال، والتي شاهدتها بنفسي، تجعل إعادة الدول لمواطنيها مهمة للغاية".

ويُحتجز في مخيمي "الهول" و"الروج"، وهما أبرز مراكز الاحتجاز شمال شرقي سوريا، نحو 56 ألف شخص، أكثر من 37 ألفًا منهم أجانب، وأكثر من نصفهم من الأطفال، 80% منهم دون سن الـ12 عامًا، و30% دون سن الخامسة.

ومنذ عام 2019، بعد سقوط آخر معاقل تنظيم "داعش" في بلدة الباغوز شرقي دير الزور، أحجمت عديد من الحكومات عن إعادة مواطنيها الذين انضموا للتنظيم في سوريا أو العراق، بسبب مخاوف أمنية وأخرى تتعلق بالرأي العام المحلي.

نزاع دامٍ
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وبعد مرور اثني عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 5.3 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.
 
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية