معهد ألماني: الحرارة الشديدة أودت بحياة 3100 شخص في ألمانيا هذا العام

معهد ألماني: الحرارة الشديدة أودت بحياة 3100 شخص في ألمانيا هذا العام

أشارت تقديرات معهد روبرت كوخ للصحة العامة في ألمانيا، إلى أن الحرارة الشديدة أودت بحياة نحو 3100 شخص في ألمانيا في العام الجاري 2023 وحتى الآن، وفق وكالة فرانس برس.

جاء ذلك في أحدث تقرير أسبوعي للمعهد عن الوفيات الناجمة عن الحرارة الشديدة، والذي غطت بياناته الوضع حتى السابع عشر من سبتمبر الجاري، حيث يختلف العدد بشكل قوي من عام إلى عام اعتمادا على شدة فترة الحرارة.

وقالت متحدثة باسم المعهد للصحافة، إن المعهد سينشر في الأسبوع المقبل التقرير الأسبوعي الأخير لعام 2023 عن حالات الوفيات المرتبطة بالحرارة الشديدة، مضيفة أنه من المحتمل أن يتم طرح محصلة عامة عن صيف 2023 في الخريف.

وأوضح التقرير أن أكبر نسبة بين وفيات الحرارة الشديدة كانت في الشريحة العمرية التي تزيد على 75 عاما. 

وذكر التقرير أن الوفيات من النساء بسبب الحرارة تزيد على وفيات الرجال بوجه عام وبالأرقام المطلقة، وقال المعهد إن هذا يرجع إلى ارتفاع نسبة النساء في الشرائح العمرية الأكبر.

وحسب معهد روبرت كوخ، فإن العدد التقديري لحالات الوفيات المرتبطة بحرارة الجو في ألمانيا زاد على 6000 حالة في كل عام من أعوام 2018 و2019 و2015، وتراوح هذا العدد بين نحو 1000 ونحو 1700 في أعوام 2014 و2016 و2017 و2021.

ولفت المعهد إلى أن غالبية حالات الوفيات كان بها ارتباط بين ارتفاع درجة الحرارة ووجود تاريخ مرضي للمتوفين، "ولهذا السبب لا يتم ذكر الحرارة في شهادة الوفاة في العادة على أنها سبب الوفاة". 

وقال المعهد إنه يقوم بدلا من ذلك بتقدير حجم الوفيات المرتبطة بالحرارة باستخدام أساليب إحصائية تتضمن درجة حرارة الهواء وبيانات الوفيات.

 التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية