"أنقذوا الأطفال": الفيضانات والانهيارات الأرضية أثرت على 600 ألف طفل بالقرن الإفريقي

"أنقذوا الأطفال": الفيضانات والانهيارات الأرضية أثرت على 600 ألف طفل بالقرن الإفريقي

أثرت الفيضانات والانهيارات الأرضية في منطقة القرن الإفريقي على نحو 600 ألف طفل خلال العام الجاري، بالتركيز بشكل خاص على كينيا والصومال وإثيوبيا، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 1.5 مليون طفل بنهاية موسم الأمطار وفق منظمة "أنقذوا الأطفال".

وأوضحت المنظمة في تقريرها الصادر اليوم السبت أن الأمطار الغزيرة، التي جاءت بعد فترة من الجفاف، نتيجة للتغير المناخي ونهاية ظاهرة "النينيو"، أسفرت عن تشريد أكثر من 420 ألف شخص ومصرع مئات الأشخاص بسبب الفيضانات في البلدان الثلاثة.

وأشار التقرير إلى أن هذا التدهور زاد من مخاطر الجوع وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، حيث سُجلت نحو 27 ألف حالة كوليرا في الثلاث دول هذا العام، مع معظم الحالات في الصومال بين الأطفال دون سن الخامسة.

وأوضح التقرير أن هذه الأحداث المناخية تأتي في سياق من سلسلة من الكوارث التي تعرضت لها المنطقة، مع فيضانات مدمرة وجفاف شديد، مما تسبب في مصرع المئات وتشريد ملايين.

وأكد التقرير ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة تأثيرات التغير المناخي على الأطفال في هذه المناطق الضعيفة، مع التركيز على التمويل الذي يراعي احتياجات الأطفال وفئاتهم الضعيفة في المقام الأول.

وأكدت الرئيسة التنفيذية للمنظمة إينجر آشنج أهمية دعم التكيف مع التغيرات المناخية وبناء المرونة للمجتمعات المتأثرة بالكوارث المناخية، مشددة على ضرورة وضع الأطفال وحقوقهم في مقدمة الأولويات في هذه الجهود.

ودعت المنظمة إلى ضرورة تحقيق تقدم في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في بون، مع التركيز على تأثيرات التغير المناخي الفريدة على الأطفال واتخاذ إجراءات عملية لحمايتهم.

قضية التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

اتفاق تاريخي

وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.

ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية