30 قتيلاً و35 مفقوداً جراء أمطار غزيرة في الصين
30 قتيلاً و35 مفقوداً جراء أمطار غزيرة في الصين
أفاد التلفزيون الصيني الرسمي، اليوم الخميس، بأن الأمطار الغزيرة التي شهدتها الصين، الاثنين، نتيجة الإعصار غايمي خلفت 30 قتيلا على الأقل و35 مفقودا في قرية بوسط البلاد.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن منطقة زيكتشينغ الواقعة على بعد حوالي 1500 كيلومتر جنوب غرب بكين، شهدت هطول أمطار قياسية في مطلع الأسبوع حيث تم تسجيل 645 ملم من الأمطار محليا خلال 24 ساعة.
قطعت قرية ملحقة بمدينة زيكتشينغ عن العالم مؤقتا بدون إمكانية الوصول إلى الاتصالات أو شبكة الطرق.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن السلطات أرسلت بشكل طارئ أكثر من 5 آلاف رجل إنقاذ فيما تم إخلاء 11 ألف منزل.
وكانت آخر حصيلة تعود إلى الثلاثاء تشير إلى سقوط 4 قتلى و3 مفقودين.
تشهد الصين صيفا يترافق مع ظواهر مناخية شديدة مع هطول أمطار غزيرة وفيضانات، لكن أيضا درجات حرارة غير عادية محليا.
عانى جزء كبير من الشمال من موجات حر متعددة، بما في ذلك العاصمة بكين حيث تجاوزت درجات الحرارة عدة أيام 35 درجة مئوية.
ويتفاقم هذا النوع من الظواهر بسبب تغير المناخ بحسب العلماء.
الأسبوع الماضي تسببت الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار غايمي بفيضانات قوية في مانيلا عاصمة الفلبين وبعض أقسام مدينة كاوشيونغ في تايوان.
وخلف هذا الإعصار، وهو أقوى إعصار يضرب تايوان منذ 8 سنوات، 5 قتلى ومئات الجرحى.
في الفلبين، أدى الإعصار إلى تفاقم الأمطار الموسمية وتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية أودت بحياة 30 شخصا على الأقل.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، وحان عصر (الغليان العالمي)".