عاصفة مدارية "تهدد الأرواح" تتجه نحو ولاية فلوريدا
عاصفة مدارية "تهدد الأرواح" تتجه نحو ولاية فلوريدا
قال خبراء أرصاد جوية إن من المتوقع أن تتسبب العاصفة المدارية ديبي في هطول أمطار وارتفاع الأمواج خلال عبورها لمياه خليج المكسيك، اليوم الأحد، واتجاهها شمالا على طول ساحل ولاية فلوريدا الأميركية قبل أن تبلغ اليابسة بدرجة إعصار "يهدد الأرواح" غدا الاثنين.
وقال نائب مدير المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة جيمي روم: "صار من الواضح بشكل متزايد أن ديبي سوف تتحول إلى إعصار قبل أن تبلغ اليابسة"، وحث السكان على الامتثال لأوامر الإخلاء.
وذكر المركز أنه بعد أيام من اضطرابات جوية واسعة النطاق في المحيط الأطلسي، تم تسجيل عاصفة مدارية باسم "ديبي"، أمس السبت، غادرت الساحل الشمالي لكوبا مساء أمس السبت ووصلت إلى منطقة تبعد 160 كيلومترا غربي وجنوب غربي جزيرة كي ويست بولاية فلوريدا.
وتتحرك العاصفة بسرعة حوالي 23 كيلومترا في الساعة باتجاه ساحل الخليج، على بعد حوالي 390 كيلومترا جنوب غربي مدينة تامبا بولاية فلوريدا، حيث من المتوقع أن تتزايد سرعتها إلى ما بين 73 و113 كيلومترا في الساعة تقريبا أو أكثر مع تعاظم قوتها لتتحول إلى إعصار بحلول مساء اليوم الأحد.
وقال المركز الوطني للأعاصير في تقرير له "هذا وضع يهدد الأرواح". وذكر روم أن هناك "مجموعة من المخاطر، وليس الرياح فقط".
وحذر المركز من ارتفاع الأمواج بسبب العاصفة إلى مترين في أحد المناطق على الساحل بولاية فلوريدا.
ومن المتوقع أن يفقد الإعصار ديبي بعض قوته بعد بلوغ اليابسة، لكنه سيتسبب في هطول أمطار غزيرة أثناء مروره بوسط فلوريدا وحتى وصوله إلى ساحل المحيط الأطلسي.
ويتوقع خبراء الأرصاد هبوب عدد كبير من أعاصير المحيط الأطلسي في موسم 2024، الذي بدأ في الأول من يونيو الماضي.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.