«بسبب الفيضانات».. إجلاء 1000 شخص شمال إيطاليا

«بسبب الفيضانات».. إجلاء 1000 شخص شمال إيطاليا

أجلت السلطات الإيطالية الخميس أكثر من ألف شخص من منطقة إميليا رومانيا في شمال البلاد نتيجة الفيضانات الشديدة التي خلفها إعصار "بوريس"، الذي أثر بشكل كبير على الأحوال الجوية في المنطقة.

وتدخلت فرق الإنقاذ، بما في ذلك عشرات من رجال الإطفاء والمروحيات، لإنقاذ الأشخاص العالقين في منازلهم وللقيام بعمليات إنقاذ إضافية بسبب سوء الأحوال الجوية، وفقًا لما نقلته صحيفة "الجورنال" الإيطالية.

تداعيات الإعصار

شهدت بعض المناطق انقطاعًا في الكهرباء وإغلاقًا للطرق الرئيسية، مما أجبر العديد من السكان على قضاء ليلتهم في مراكز استقبال وفرتها البلديات المحلية. كما أدت الأحوال الجوية السيئة إلى إلغاء العديد من رحلات القطارات عالية السرعة وبين المدن، بينما واجهت رحلات أخرى قيودًا على المسارات.

وأصدرت رئاسة منطقة إميليا رومانيا تنبيهًا بالمستوى الأحمر لتحذير السكان من استمرار تدهور الأحوال الجوية حتى منتصف ليلة 20 سبتمبر. كما تقرر إغلاق المدارس في مدينة بولونيا وجميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك المدارس المتوسطة والثانوية ورياض الأطفال.

أكثر خطورة

صرحت إيرين بريولو، القائم بأعمال رئيس منطقة إميليا رومانيا، بأن الظروف الحالية أكثر خطورة مقارنة بالعام الماضي، مؤكدة إجلاء العديد من العائلات وأن السلطات تتابع الموقف عن كثب.

ويضرب إعصار "بوريس" أجزاء كبيرة من إيطاليا، بما في ذلك المقاطعات الواقعة بين بياتشينزا وريميني، فيما تعاني عدة دول في وسط وشرق أوروبا مثل النمسا، وجمهورية التشيك، وبولندا، ورومانيا من فيضانات شديدة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصًا في الأيام الأخيرة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية