تدفق النازحين يفاقم أزمة البنية التحتية المتدهورة في لبنان

تدفق النازحين يفاقم أزمة البنية التحتية المتدهورة في لبنان

تعاني بيروت من تدهور كبير في بنيتها التحتية نتيجة لتدفق عشرات الآلاف من النازحين إليها منذ بدء الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، إذ لم تكن العاصمة اللبنانية قادرة على استيعاب هذا العدد الضخم من الأشخاص، خاصة في ظل الأزمات التي كانت تعاني منها قبل الحرب، مثل انقطاع الكهرباء وضعف خدمات الصرف الصحي وتراكم النفايات.

تفاقم الأزمات في المدينة

يقول جمال عضاضة، سائق التاكسي الذي يعمل في المدينة منذ 25 عامًا وفقا لتحقيق نشرته وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء، إن شوارع بيروت أصبحت تعج بالسيارات، ما فاقم أزمة السير التي كانت موجودة بالفعل. فمع انتقال عشرات الآلاف من النازحين إلى العاصمة، امتلأت الشوارع بالسيارات، مما يجعل حركة المرور بطيئة للغاية ويزيد من صعوبة التنقل داخل المدينة.

من جانبه، يشرح الملازم أول فادي بغدادي من خلية إدارة الكوارث في بيروت أن المدينة تواجه ضغطًا كبيرًا نتيجة لتزايد عدد النازحين، حيث تجاوز عدد النازحين في مراكز الإيواء 55 ألف شخص، بينما يُقدّر أن نحو 200 ألف نازح يقيمون في منازل أو شقق.

تراكم النفايات والمشاكل الصحية

تراكمت النفايات في الشوارع بشكل ملحوظ مع زيادة عدد السكان، مما أدى إلى مشاكل بيئية وصحية خطيرة. يوضح وليد بو سعد، المدير العام لشركة "رامكو" لجمع النفايات، أن السيارات المتوقفة بشكل عشوائي تعيق حركة شاحنات جمع النفايات، ما يؤدي إلى تراكم القمامة حول الحاويات وصعوبة جمعها.

شح المياه والضغط على البنية التحتية

شبكة المياه في بيروت أيضًا تعاني من ضغط كبير، حيث ازداد الطلب على المياه بشكل ملحوظ مع تدفق النازحين. يوضح فؤاد السملاوي، الذي يعمل في شركة لتوزيع المياه، أن الطلب على المياه ارتفع بشكل كبير خلال الأسبوعين الأخيرين، وخاصة في المدارس والملاجئ التي تستضيف النازحين.

كما ذكرت يونيسف أن جزءًا كبيرًا من شبكة الصرف الصحي في المدينة قديم جدًا، مما يجعله عرضة للتشقق والانكسار، ويزيد من احتمال حدوث انسدادات وفيضانات تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة.

منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها "دعم" لغزة و"إسناد" لمقاومتهاـ وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى تحركات مقاتليه.

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان بسبب القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مع توغل إسرائيلي بري في الجنوب اللبناني، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان واللاجئين بجانب مقتل وإصابة الآلاف.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية