اعتقال والدة ضحية الاحتجاجات الشعبية في إيران

اعتقلت السلطات الإيرانية نسرين شاكرمي، والدة الناشطة القتيلة نيكا شاكرمي، البالغة من العمر 17 عامًا، التي قُتلت خلال احتجاجات 2022 في مدينة خرم آباد، في تصعيد جديد للضغوط التي يمارسها النظام الإيراني على عائلات ضحايا الاحتجاجات.

تفاصيل الاعتقال

أعلنت آيدا شاكرمي، شقيقة الناشطة نيكا، عن اعتقال والدتها أمس الأربعاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى غياب أي معلومات حول أسباب الاعتقال أو التهم الموجهة ضدها.

 يُذكر أن نيكا اختطفت خلال الاحتجاجات المناهضة للنظام والمعروفة باسم "المرأة، الحياة، الحرية" في سبتمبر 2022، وعُثر على جثتها بعد تسعة أيام من اختفائها في ظروف غامضة.

 بالتزامن مع اعتقال نسرين، تم إغلاق حسابها على "إنستغرام"؛ ما أثار العديد من التساؤلات حول ملابسات الاعتقال والضغوط المستمرة التي تتعرض لها العائلة.

روايات متضاربة 

السلطات الإيرانية زعمت أن نيكا توفيت نتيجة سقوط من مكان مرتفع، إلا أن نسرين شاكرمي نفت هذه الادعاءات مرارًا، متهمة النظام بالكذب حول ملابسات مقتل ابنتها.

 وأكدت نسرين أن عائلتها تعرضت لتهديدات وضغوط من الأجهزة الأمنية لتكرار رواية الحكومة، وأن شقيقتها آتش شاكري أُجبرت على الإدلاء باعترافات تلفزيونية تحت الإكراه.

تقارير دولية حول مقتل الناشطة

في نوفمبر 2022، كشفت شبكة "سي إن إن" عبر تحقيقات شملت تحليل مقاطع فيديو وشهادات شهود عيان، أن نيكا كانت محتجزة قبل وفاتها، ما ينفي ادعاءات الحكومة الإيرانية حول انتحارها. 

وفي تقرير لاحق، كشفت "بي بي سي" في أبريل 2023 عن وثيقة سرية تُظهر تعرض نيكا للاعتداء الجنسي قبل قتلها على يد أفراد من قوات الأمن الإيرانية. 

هذه التقارير أكدت الطبيعة الوحشية لمقتل نيكا، وكشفت عن الانتهاكات الجسيمة التي يمارسها النظام ضد المحتجين.

انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"

تأتي هذه الأحداث في إطار حملة قمع واسعة شهدتها إيران خلال انتفاضة 2022 التي طالبت بالحرية والعدالة. 

ووفقًا لتقارير حقوقية، قتل النظام الإيراني أكثر من 550 متظاهرًا، بينهم عشرات الأطفال والمراهقين، وتشير التقارير إلى أن العديد من هؤلاء القتلى فقدوا حياتهم نتيجة إطلاق النار المباشر أو الضرب على يد قوات الأمن، وهو ما يثير استنكارًا دوليًا متزايدًا تجاه هذه الانتهاكات.